نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 399
كالخلط بين القولين، و أجاب الشلوبين عن ذلك بأنّ هذا الكلام أنّما
هو على توهّم كلام آخر.
فإذا قلت: لا أحد فيها إلا زيد، صحّ الإبدال، لأنّه على توهّم ما
فيها إلا زيد. و كذا يقال في كلمة الشهادة و هو في معنى ما في الوجود إله إلا
اللّه، فيصحّ فيه الإبدال، و هذا الجواب رافع للإشكإلىن، كما لا يخفي، و قيل:
المبدل منه هو الضمير المستتر في الخبر المقدّر العائد على اسم لا، فيكون الاتباع
حينئذ على اللفظ لا على المحلّ. قال ناظر الجيش في شرح التسهيل: و هو أولى، لأنّ
فيه إبدالا من الأقرب، و لأنّه لا داعي إلى الاتّباع على المحلّ مع امكانه على
اللفظ، انتهى.
فإن قيل: إن قدّرت الخبر في كلمة التوحيد" موجود"، لم يلزم
منه إلا نفي وجود ما سوى اللّه تعالى من الإلهة، لا نفي امكان وجوده، و إن
قدرت" ممكن" لم يلزم منه إلا إثبات إمكان الوجود للّه تعالى، لا إثبات
وجوده، و على التقديرين لا يتمّ التوحيد، لأنه أنّما يتمّ بنفي إمكان الوجود عمّا
سوى اللّه من الإلهة، و إثبات الوجود به تعالى، و على الأوّل لم يلزم[1]نفي
الامكان عن غيره تعالى، و على الثاني لم يلزم إثبات الوجود به تعالى. قلت: أجاب
الزمخشريّ في بعض تاليفه عن هذا بأنّ المرفوع بعد إلا مبتدأ و إلا لغو لفظا، و
الأصل في كلمة الشهادة اللّه إله، فالمعرفة مبتدأ، و النكرة خبر على القاعدة.
ثمّ قدّم الخبر، ثمّ أدخل النفي على الخبر، و الإيجاب على المبتدأ، و
تركّبت لا مع الخبر، انتهى.
قال ابن هشام: فيقال له ما تقول في نحو: لا طالعا جبلا إلا زيد، لم
انتصب خبر المبتدإ؟ فإن قال: إنّ لا عاملة عمل ليس، فذلك ممتنع لتقدّم الخبر و
لانتقاض النفي و لتعريف أحد الجزئين، انتهى.
و أجاب بعضهم بأنّ كلمة الشهادة غير تامّة في التوحيد بالنظر إلى
المعنى اللغويّ، لأنّ التقدير لا يخلو عن أحد الأمرين، و قد عرفت أنّه لا يتمّ[2]، و إنّما تعدّ كلمة الشهادة تامّة في أداء معنى التوحيد، لأنّها قد
صارت عليه علما شرعا، و منهم من أجاب بتقدير كلّ من موجود و ممكن، قيل: و هو بعيد.
قال بعض المحقّقين: و تحقيق الجواب على التقديرىن أنّ المراد بالإله
في هذه الكلمة هو المعبود بالحقّ، و المعبود بالحقّ لا يكون إلا واجب الوجود، و
محالّ أن يبقي واجب الوجود في عالم الامكان، فإن قلنا: لا إله موجود إلا اللّه،
لزم نفي إمكان إله غيره، و إن