قيل: لأنّ الاستفهام يسدّ مسدّ الخبر، و جملة الاستفهام في موضع نصب
بشعري، و استشكل الرضيّ القول بسدّ الاستفهام مسدّ الخبر بأنّ محلّ شعري الّذي هو
مصدر بعد جميع ذيوله من فاعله و مفعوله، فمحلّه بعد الاستفهام، فكيف يكون
الاستفهام في مقام الخبر، و مقامه بعده بل هو خبر وجب حذفه بلا سادّ مسدّه لكثرة
الاستعمال، انتهى.
و الشعر بمعنى الفطنة مصدر من شعرت أشعر، كنصرت أنصر. قال سيبويه:
أصله ليت شعرتي، حذفوا الهاء في الإضافة كما في قولهم: هو أبو عذرها، فلعلّه لم
يثبت عنده مصدر إلا بالهاء كالنشدة، و إلا فلا موجب لجعله المصدر من باب الهيئة
كالجلسة و الركبة، قاله الرضيّ.
تلحق الأحرف المشبهة بالفعل ما فتكفّها عن العمل:
«تلحقها»أي الحروف المذكورة «ماالزائدة، فتكفّها عن العمل»لزوال اختصاصها بالجمل الاسمية
الّذي هو سبب عملها، و صيرورتها حينئذ حروف ابتداء، تدخل على الجمليتين، «نحو: إنّما زيد قائم»،و قوله تعالى:كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ [الانفال/ 6]، و لذلك سمّيت ما هذه كافّة، و إلى هذا لمح بعضهم حيث قال
و تلطّف [من الرجز المجزوء]:
156-
عزلوك لما قلت ما
أعطى و ولّوا من بذل
أو ما علمت بأنّ ما
حرف يكفّ عن العمل
و إذا تلاها الفعل سمّيت مهيئة، لأنّها هيّأت هذه الحروف للدخول على
الفعل بعد أن لم تكن له صالحة، و قد تعمل ليت مع لحوق ما قيل: بل هو الأرجح لعدم
زوال
[1] - أنشده بلال و سمعه النبي (ص) فقال له: حنت يا
ابن السوداء. و الحنان الّذي يحنّ إلى الشيء. المصدر السابق 1/ 969. اللغة:
الأذخر: حشيشة طيبة الرائحة يسقف بها البيوت فوق الخشب. الجليل: الثّمام: عشب من
الفصيلة النجيلية.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 229