نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 197
و صرّح في غيرها من كتبه بوفاقهم، و ردّ تمسّكهم بالبيت باحتمال أن
يكون[1]ذرى
المجد منصوبا بوصف محذوف يفسّره الوصف المذكور، و التقدير بانوا ذرى المجد بانوها.
«بخلافغيره»أي المشتقّ غير الرافع لظاهر، و هو
الجامد، «نحو: الكلمة لفظ»،و هذا أسد، مشيرا إلى السّبع
المفترس، و المشتقّ الرافع لظاهر، نحو: هند قائم أبوها، فلا يتحمّلان ضمير
المبتدإ، و لا يطابقانه، أمّا الجامد فلأنّ تحمّل الضمير فرع على أن يكون المتحمّل
صالحا لرفع ظاهر على الفاعلية، و ذلك مقصور على الفعل، أو ما في معناه، و لا حظّ
للجامد[2]في
ذلك، و أمّا المشتقّ الرافع لظاهر فلأنّه لا يرفع فاعلين، و أمّا عدم مطابقتهما
للمبتدإ فلعدم تحمّلهما للضمير.
تنبيهان:الأوّل:قضية إطلاقه و تمثيله بالكلمة لفظ أنّ الجامد لا يتحمّل الضمير، و لو
أوّل بالمشتقّ، و هو خلاف ما صرّحوا به من أنّ المؤوّل بالمشتقّ بمترلته في تحمّل
الضمير و رفعه الظاهر، بل في كلام أبي حيّان ما يشير إلى أنّه لا خلاف في ذلك، و
إنّما لم يطابق في نحو: الكلمة لفظ مع تحمّله للضمير، لأنّ المصدر من حيث هو مصدر
لا يثنّي، و لا يجمع، و لا يؤنّث، فأجروه على أصله، لأنّ المصدر لم يتحمّل الضمير
كما اقتضاه كلامه، و توهّمه بعض فضلاء العجم، كيف و هو مؤوّل هنا بالملفوظ من غير
خلف.
نعم المصدر لا يتحمّل ضميرا إذا لم يؤوّل بالصفة، و ذلك إذا أخبر به
عن عين، و جعل العين نفس المعنى مجازا على قول سيبويه في نحو: زيد عدل، و هذا لا
يتصوّر في نحو: الكلمة لفظ، و أمّا على قول الكوفيّين من أنّ المصدر بالصفة دائما،
فزيد عدل مؤوّل بعادل، فهو متحمّل للضمير إجماعا بدليل رفعه للظاهر، نحو: زيد عدل
أبوه.
و أمّا على قول البصريّين من أنّه على حذف مضاف أي ذو عدل، فالخبر هو
ذو، و هو المتحمّل للضمير، لأنّه المؤوّل بالمشتقّ لا المصدر، و هو يطابق المبتدأ
دائما، فإذا قلت:
هند عدل، و الزيدان عدل، كان التقدير ذات عدل، و ذوا عدل، و قس على
ذلك.
و اعلم أنّ نحو هذا التفضيل يجرى في الجامد المؤوّل بالمشتقّ غير
المصدر، و إن لم يأت فيه الخلاف المذكور، قال ابن مالك في شرح الكافية: إذا أشرت
إلى رجل و قلت:
هذا أسد، كان لك فيه ثلاثة أوجه: أحدها: تتريله مترلة الأسد مبالغة
دون التفات إلى تشبيه، كقول الشاعر [من الطويل]: