«هو»أي الخبر قسمان: قسم «مشتقّ»، و هو الأصل، و لذلك قدّمه، و المراد به هنا الدّالّ على ذات مبهمة، و
هو المسمّي صفة، كضارب و مضروب و حسن و أحسن، و في حكمه المنسوب لا مطلق المشتقّ،
فإنّ اسم الزمان و المكان و الآلة حكمها حكم الجامد المحض، و هذا إصطلاح غير ما
تقدّم، «» قسم «جامد»، و هو ما عدا المشتقّ بالمعنى المذكور.
«فالمشتقّ» إمّا رافع لظاهر أو لا، و «غيرالرافع لظاهر»لفظا كما سيأتي أو محلا، نحو:
الكافر مغضوب عليه. «يتحمّلضميره»أي ضمير المبتدأ، و ذلك لأنّ
المشتقّ بالمعنى المذكور في معنى الفعل، فلا بدّ له من فاعل ظاهر أو مضمر.
«فيطابقه» أي يطابق المبتدأ «دائما» إفرادا و تثنية و جمعا و تذكيرا و تأنيثا، تقول:
زيد قائم، و الزيدان قائمان، و الزيدون قائمون، و هند قائمة، و
الهندان قائمتان، و الهندات قائمات، فالخبر في ذلك كلّه متحمّل للضمير مستتر وجوبا
عائد على المبتدأ، و هو مطابق للمبتدأ كما ترى، و الألف في قائمان و الواو في
قائمون حرفان دالّان على التثنية و الجمع كما في الرجلان و الزيدان، و هذا الضمير
يجب استتاره، إلا إذا جرى الخبر على غير من هو له في المعنى، فيبرز عند البصريّين
وجوبا، سواء خيف اللبس أم أمن.
فالأوّل نحو: غلام زيد ضاربه هو، إذا كانت الهاء للغلام، إذ لو لم
يبرز الضمير لتوهّم السامع أنّ الغلام هو الضارب. و الثاني نحو: غلام هند ضاربته
هي.
و ذهب الكوفيّون إلى عدم وجوب الإبراز إلا مع اللبس تمسّكا بقوله [من
البسيط]:
و اختاره ابن مالك، فقال في منظومته الكبرى [من الرجز]:
110-
في المذهب الكوفيّ شرط ذاك أن
لا يؤمن اللبس و رأيهم حسن
[1] - أعدل هذه المذاهب مذهب سيبويه، و هو يعتقد
أنّ المبتدأ يرتفع بالابتداء و الخبر يرتفع بالمبتدأ (كتاب سيبويه 1/ 324)؛ و ابن
مالك أيضا يختاره و يقول في الألفية:
و رفعوا مبتدأ بالابتدا
كذاك رفع الخبر بالمبتدأ
(شرح ابن عقيل 1/ 201).
[2] - هذا الشاهد غير منسوب إلى قائل معين. اللغة: «ذرا» جمع ذروة و هي من كل شيء أعلاه. «بانوها» يمكن أن يكون فعلا ماضيا بمعنى زادوا عليها، و يحتمل أن يكون جمع «بان» جمعا سالما، و حذف النون للإضافة.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 196