و الثاني: أن يقصد التشبيه فيقدّر مثلا مضافا إليه، ففي هذين الوجهين
لا ضمير في أسد، و الوجه الثالث: أن تؤوّل لفظ أسد بصفة وافية بمعنى الأسديّة، و
تجريه مجرى ما أوّلته فتحمّله ضميرا، و ترفع به ظاهرا، إن جرى على غير ما هو به
كقولك: هذا أسد ابناه، و هذا ايضا في النعت و الحال، فمن النعت قول العرب: مررت
بقاع عرفج كلّه، و كلّه توكيد للضمير المرتفع بعرفج، لأنّ عرفجا ضمّن معنى خشن، و
مثله مررت بقوم عرب أجمعون، فضمّن عربا معنى فصحاء، و رفع به ضميرا، و أجمعون
توكيد، انتهى.
الثاني:ذهب الكوفيّون إلى أنّ الجامد يتحمّل الضمير مطلقا، أوّل بمشتقّ أو لم
يؤوّل، و عزي هذا القول إلى الكسائيّ من الكوفيّين وحده، و إلى الرّماني من
البصريّين، لكن نقله البدر بن مالك[2]في شرح الخلاصة عن الكوفيّين كافّة،
و سبقه إلى هذا النقل صاحب البسيط.
قاعدة في تقديم المبتدإ و تأخير الخبر إذا كانا معرفيتن:
هذه «قاعدة» في تقديم المبتدإ و تأخير الخبر،
إذا كانا معرفتين، و هي إذا كان الاسمان المعرّفان بحيث يستفيد السامع النسبة
بينهما، و كلّ منهما يصلح أن يكون محكوما عليه، «فالمجهولثبوته»منهما «للشيء» الآخر «عندالسامع»،و هو كالطالب «فياعتقاد المتكلّم»أن يحكم به عليه «يجعلخبرا»له، «يؤخّر»عنه، لأنّه محكوم به «ذلك الشيء الآخر المعلوم»عند السامع الّذي جهل ثبوت الآخر
له «يجعلمبتدأ، و يقدّم»،لأنّه محكوم عليه.
و الحاصل: أيّهما تحقّق المتكلّم أو توهّم أنّ السامع كالطالب للحكم
عليه يجعل مبتدأ، و الآخر خبرا، «لا يعدل عن ذلك في»الاستعمال «الغالب،فيقال»على القاعدة «لمنعرف زيدا باسمه و شخصه، و لم يعرف أنّه أخوه»و أريد أن يعرف أنّه أخوه: «زيدأخوك»،سواء عرف أنّ له أخا، و لم يعرف أنّ
زيدا أخوه، أو لم يعرف أنّ له اخا اصلا، «» يقال «لمنعرف أنّ له أخا»في الجملة، «لم يعرف اسمه»على التعيين، و أريد أن يعرف أنّ اسمه زيد: «أخوكزيد، فالمبتدأ هو المقدّم في الصورتين»،و هو زيد في الصورة الأولى، و أخوك
في الصورة الثانية. و قد يعدل عن ذلك في غير
[1] - أنشده ثعلب و لم يسّم قائله، اللغة: السبع:
من البهائم العادية ما كان ذا مخلب، الشذاة: بقية القوة و الشدّة. لم يزع: من
وزعه- بمعنى كفّه و منعه.
[2] - بدر الدين أبو عبد اللّه محمد المتوفى سنة
686 ه، كان إماما في النحو و المعاني و البيان، من تصانيفه شرح ألفية والده و ...
بغية الوعاة 1/ 225.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 198