responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 176

و إنّما لم يقل: أو إنّما، لأنّ الواقع في إنّما ضرب عمرا زيد، و إنّما ضرب زيد عمرا بعد إنّما هو الفعل لا الفاعل و المفعول، و هما إنّما [1] وقعا بعد معنى إلا، لأنّ إنّما تضمّن معنى ما و إلا، و معنى النّفي ملحوظ في صدر الكلام، و معنى إلا قبل آخر جزء من الكلام، فالفاعل و المفعول واقعان بعد معنى إلا، لا بعد إنّما وجب تأخّره، فيجب تأخّر الفاعل في نحو: ما ضرب عمرا إلا زيد، و إنّما ضرب عمرا زيد، اذ المقصود حصر مضروبيّة عمرو في زيد، أي ليس لعمرو ضارب إلا زيد مع جواز أن يكون زيد ضاربا لغير عمرو، فلو قدّم و الحال هذه، و قيل ما ضرب زيد إلا عمرا، و إنّما ضرب زيد عمرا، كان معناه انحصار ضاربيّة زيد في عمرو، أي ليس لزيد مضروب إلا عمرو، مع جواز كونه مضروبا لغير زيد.

و هذا عكس الأول، فينقلب المعنى، و يجب تأخّر المفعول في نحو: ما ضرب زيد إلا عمرا، و إنّما ضرب زيد عمرا، كما وجب تأخّر الفاعل فيما تقدّم لئلا ينقلب الحصر المطلوب إذا قدّم.

و خالف الكسائي في المحصور بإلا، و أجاز تقديمه مطلقا، و استدلّ عليه فاعلا، بقوله [من البسيط]:

98- ما عاب إلا لئيم فعل ذي كرم‌

و لا جفا قطّ إلا جبّأ بطلا [2]

و مفعولا، بقوله [من الطويل‌]:

99- تزوّدت من ليلى بتكليم ساعة

فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها [3]

و وافقه ابن الانباريّ‌ [4] و الفرّاء و جماعة على جوازه في هذه المسألة دون الأولى فارقين بأنّ الفاعل إذا تأخّر، و كان المفعول المقصور عليه متقدّما، كان تأخيره في اللفظ فقط، لأنّه من المعلوم أنّه متقدّم في النية، فحصل للمقصور عليه تأخير من وجه، و هو النيّة بخلاف ما إذا كان الفاعل المقصور عليه متقدّما، فإنّه عند تقدّمه وقع كلّ من الفاعل و المفعول في مرتبته فلم يحصل حينئذ ما يقتضيه الحال من تقديم غير المقصور عليه لفظا و رتبة، و إنّما جاز ذلك في إلا دون إنّما، لأنّ المقصور عليه بإلا معلوم، تقدّم، أو تأخّر، فإنّ اقتران الاسم بإلا دليل على القصر عليه بخلاف إنّما، فإنّه لا دليل معها على القصر إلا تأخير المقصور عليه.


[1] - من «إنّما لم يقل» حتى هنا غير موجود في «س».

[2] - لم يسمّ قائله. اللغة: الجبّأ: الجبان.

[3] - نسب هذا البيت لمجنون بني عامر قيس بن الملوح.

[4] - عبد الرحمن بن محمد أبو البركات الأنباري النحويّ، له المؤلفات المشهورة، منها: الأنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين و الكوفيين، ميزان العربية، حلية العربية و ... مات سنة 577 ه. المصدر السابق 2/ 87.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست