نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 177
و ذهب الزجاجيّ إلى عدم وجوب تأخيره مع أنّما أيضا قال: بل قد يكون
المتأخّر غيره أيضا، و يفهم بالقرينة، حكاه الشيخ بهاء الدين السبكيّ[1]و غيره،
فنقل بعضهم الإجماع على وجوب التأخير معها غير مرضيّ.
حذف فعل الفاعل:
قد يحذف الفعل لقيام قرينة تدلّ عليه جوازا، إذا أجيب به نفي كقولك:
بلي زيد، لمن قال: ما قام أحد، أو استفهام محقّق كقولك: زيد لمن قال: من قام، أو
مقدّر كقوله [من الطويل]:
على رواية ليبك بالبناء للمفعول، كأنّه قيل: من يبكيه؟ فقال: ضارع،
أي يبكيه ضارع، و إنّما قدّر الفعل دون الخبر، لأنّ تقدير الخبر يوجب حذف الجملة،
و تقدير الفعل يوجب حذف جزئها، و التقليل في الحذف أولى.
قال بعض المحقّقين، و فيه بحث: فإنّ في حذف الخبر حفظ المناسبة بين
السؤال و الجواب، و في حذف الفعل تقليل الحذف، و الثاني لا يعارض الأوّل، فضلا عن
أن يترجّح عليه، ألا ترى أنّهم يرجّحون رعاية المناسبة على رعاية السلامة عن الحذف
في باب الإضمار على شرطية التفسير، انتهى، و فيه نظر.
و يحذف وجوبا إذا حذف، ثمّ فسّر لرفع الإبهام الناشئ عن الحذف نحو
قوله تعالى:
وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ [التوبة/ 6]، فأحد فاعل فعل محذوف وجوبا،
يفسّره المذكور، فلو ذكر معه كان ضائعا بخلاف المفسّر الّذي فيه إبهام بدون حذفه،
فإنّه يجوز الجمع بينه و بين مفسّره، كقولك: جاءني رجل أي زيد. و قد يحذف الفعل و
الفاعل معا جوازا للقرينة في نحو: نعم، لمن قال: أقام زيد.
[1] - أحمد بن على السبكي العلّامة بهاء الدين،
كانت له اليد الطوطى في اللسان العربي و المعاني و البيان، صنف: عروس الأفراح في
شرح تلخيص المفتاح، شرح مطول على مختصر ابن الحاجب و ... مات سنة 773 ه. المصدر
السابق 1/ 342.
[2] - هو للحارث بن نهيك. اللغة: الضارع: الخاضع و
المستكين. المختبط: السائل بلا وسيلة، أو قرابة، تطيح:
تهلك، الطوئح: المصائب و المهالك.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 177