نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 143
على من قرأ خطّه (ع) الياء بالواو، فظنّها واوا، و إنّما هي ياء، و
هذا الخطّ المعروف الآن إنّما هو حادث. قال ابن خلّكان: أوّل من نقل هذه الطريقة
من الخط الكوفيّ و أبزارها في هذه الصورة عليّ بن مقلة الوزير. انتهى.
و قيل بل هي ياء، و هو محمول على
الحكاية، و عليه حديث قابل بن حجر من محمد رسول اللّه (ص) إلى شيخ المهاجرين أبو
أمية. قال ابن الورديّ في شرح النفحة الورديّة: و عندي أنّ الواو في أبو هنا
إنّما هي تنبيه على الأصل في الخطّ، و لا ينطق بها في اللفظ، كالواو في الصلوة و
الزكوة، فاعرفه فهو حسن، انتهى.
و في شرح الكافية لابن مالك: يمكن
أن يكون من الحكاية ما كتب بواو في خطّ الصحابة، فلان ابن أبو فلان بالواو، كأنّه
قال: فلان ابن المقول فيه أبو فلان.
و المختار عند المحقّقين أن يقرأ
بالياء، و إن كان مكتوبا بالواو، كما تقرأ الصلوة و الزكوة بالألف، و إن كانتا
مكتوبين بالواو و تنبيها على أن المنطوق منقلب عن واو، انتهى.
و قال الشيخ خالد الأزهريّ في
التصريح: و عندي أن تقرأ بالواو لوجهين: أحدهما أنّ الفرض أنّه محكيّ، و قراءته
بالياء تقوّي ذلك بخلاف الصلوة و الزكوة، فإنّهما غير محكيين. و الثاني: أنّه
يحتمل أن يكون وضع بالواو، فيكون من استعمال الاسم على أوّل أحواله و ذلك لا
يغيّر، انتهى.
«و» الثاني و الثالث: «المثنّى
و الجمع المذكّر السالم» و ملحقاتهما، فتلخّص أنّ المثنّى يرفع بالألف
و الجمع بالواو، و كلاهما يجرّان و ينصبان بالياء نيابة عن الحركات الثلاث، و كذا
ملحقاتهما، و إنّما أعربا بذلك، أعني بالحروف، لأنّهما فرعا الواحد، و في آخرهما
حرف يصلح للإعراب، و هو علامة التثنية و الجمع، فناسب أن يجعل ذلك الحرف إعرابهما،
ليكون إعرابهما فرعا لإعرابه، كما أنّهما فرعان له، لأنّ الإعراب بالحروف فرع
الإعراب بالحركات، و اختصّ المثنّى في الرفع بالألف، و المجموع فيه
[4] - ابن الوردي هو زين الدين عمر المعروف بابن الوردي ولد 689 ه
في معّرة النعمان في عهد الانحطاط، و كتب في التاريخ و النحو و الشعر، و توّفي في
حلب سنة 749 ه. الجامع في تاريخ الادب العربي 1/ 1048.
[5] - النفحة الوردية- في النحو، منظومة لابن الوردي شرحها عبد
الشكور. كشف الظنون 2/ 1969.
[6] - خالد بن عبد اللّه الأزهري، نحوي من أهل المصر، له «المقدمة
الأزهرّية في العربية» و «موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب» و «التصريح بمضمون
التوضيح» و ... مات سنة 905 ه. الأعلام للزركلي 2/ 338.