responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 121

والذهول: (ما لِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغيرَةً وَ لا كَبيرَةً إِلّا أَحْصاها) (الكهف/ 49).

وربما ينكر هذا الإنسان ما يحصيه هذا الكتاب، وعندئذ تشهد عليه أعضاؤه وجوارحه، فلا يمكنه أن ينكر شيئاً مما اقترفه.

غفلتنا عن الآخرة

وعلى الرغم من كلّ ذلك تجدنا نعقد الجلسات الطويلة التي ربّما ننال فيها من الآخرين بالغيبة، والتهمة، والنميمة .. متناسين أنّ كلّ هذه الذنوب سنؤاخذ عليها يوم القيامة. ويقال في هذا المجال أن علمائنا السابقين كانوا يسجّلون ذنوبهم على رغم قلّتها لكي يحاسبون أنفسهم عليها، ولكنّنا نرتكب الذنوب الكثيرة غير عابئين بها في حين أننا لا نستطيع أن نخفي أنفسنا عن الملائكة المحيطين بنا، ولا نستطيع الهروب منهم.

ويضيف السياق القرآني قائلًا: (إِنَّ اْلأَبْرارَ لَفي نَعيمٍ) (الانفطار/ 13). ومن الطريف في هذه الآية أنّ الله تعالى لا يقول إنّ الأبرار سيدخلون النعيم، فليست هناك كلمة (سين أو سوف) الدالّتين على المستقبل، بل إن الله يقول: (إِنَّ اْلأَبْرارَ لَفي نَعيمٍ) (الانفطار/ 13)؛ أي إنّ النعيم محيط بهؤلاء الأبرار منذ الآن، وهذا يعني أنّ الجنّة موجودة في الدنيا ولكنّنا محجوبون عنها. فصلاتنا نعمة، وهكذا الحال بالنسبة إلى صومنا، والكلمة الطيّبة التي تصدر منّا، بل إنّ جميع أعمالنا الصالحة هي نعم في الحقيقة ولكنّنا محجوبون عن معرفتها، والتلذّذ بها.

نام کتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست