responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 35

وبالذات مع الإمبراطورية الرومانية العظيمة، وكان من الحكمة أن يرتب الرسول أمور بلاد العرب بصورة تامة حتى إذا لم تقدّر له العودة، تكون البلاد الإسلامية بأيدٍ أمينة، تأمن شر الاعتداءات الخارجية والمؤامرات الداخلية التي كانت قد أضحت في تلك الفترة متنامية بسبب دخول مجاميع من الناس في الإسلام ليحفظوا دماءهم ويحصلوا على مغانم ومكاسب.

وهكذا استخلف النبي عليًّا مكانه، إلَّا أن المنافقين الذين كانوا ينتظرون فرصة كهذه، ليقفزوا إلى السلطة أو ليعيثوا فسادًا في أرض الجزيرة، راحوا يبثون شائعات بأن النبيَّ صلى الله عليه واله إنما استخلف عليًّا لأنه لم يحب أن يكون معه، فحمل الإمام سيفه وسلاحه ولحق بالرسول في منطقة (الجرف) فأخبره بمقالة المنافقين، فقال له النبي صلى الله عليه واله:

«ارْجِعْ يَا أَخِي إِلَى مَكَانِكَ، فَإِنَّ المَدِينَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا بِي أَوْ بِكَ، فَأَنْتَ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِ بَيْتِي وَدَارِ هِجْرَتِي وَقَوْمِي، أَ مَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» [1]

. ولعل وراء استخلاف النبي صلى الله عليه واله للإمام عليه السلام وتسليمه شؤون البلاد الإسلامية أثناء غيابه عنها، حكمة بالغة، إذ إن عليًّا وصيُّه الذي اختاره الله له وأعلن ذلك للناس منذ (يوم الدار) حين أنذر عشيرته الأقربين، فلابد إذن من تمهيد الظروف لذلك. ويوحي بهذه الحكمة ما نجده في مسند أحمد من قوله صلى الله عليه واله بعدئذ- حسب هذا المصدر-:

«لَا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَّا وَأَنْتَ خَلِيفَتِي» [2]

. ويا ليت شعري، كيف لا يترك الرسول المدينة إلَّا وعلي خليفته، ثم يترك الدنيا دون أن يستخلف عليًّا عليه السلام؟.


[1] بحار الأنوار، ج 21، ص 208.

[2] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 331.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست