فلما رأت قريش مدى استعداد المسلمين للقتال طلبوا الصلح، والهدنة، وكان من بين بنود الصلح التي أصرت قريش عليه ورفضه النبي صلى الله عليه واله أنهم قالوا: «يَا رَسُولَ الله! قَدْ خَرَجَ إِلَيْكَ نَاسٌ مِنْ أَبْنَائِنَا وَإِخْوَانِنَا وَأَرِقَّائِنَا وَلَيْسَ بِهِمْ فِقْهٌ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا خَرَجُوا فِرَارًا مِنْ أَمْوَالِنَا وَضِيَاعِنَا فَارْدُدْهُمْ إِلَيْنَا. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِقْهٌ فِي الدِّينِ سَنُفَقِّهُهُمْ.
فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه واله: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لَيَبْعَثَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ مَنْ يَضْرِبُ رِقَابَكُمْ بِالسَّيْفِ عَلَى الدِّينِ قَدِ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ.
. هكذا نعرف مدى خشية قريش، وسائر المشركين من بأس الإمام عليه السلام، وأنه كان سيف الله الذي لاينبو، وسهم الإسلام الذي لا يُخطئ، يبعثه النبي صلى الله عليه واله متى أحسَّ بالخطر على الدِّين، ويُنذر به الأعداء متى ما تمادوا في الغيّ.
كيف اقتحم الإمام عليه السلام حصون خيبر؟
كان اليهود يشكِّلون خطرًا كبيرًا في الجزيرة العربية، وكانوا يتحصَّنون بمواقع جيدة، ربما تشبه مستعمراتهم اليوم في أرض فلسطين. وكانوا قد