responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 206

ألف: أن يحيط علمًا بكل ما في الحياة من خير وشر، وبمعرفة مدى تأثير أعمال الفرد في إسعاده أو إشقائه ليس في الدنيا فقط بل وفي الآخرة أيضًا. ولم يأت إلى الحياة فرد أو طائفة ادَّعو هذا العلم.

باء: أن يتجرد عن كل هوى حتى لا يُفضِّل مصلحته أو مصلحة طبقته على المصالح العامة. وهذا لا يمكن أن يتحقق لأي بشر؛ إذ إن أفضلهم لا يخلو من التأثر بميوله وشهواته كما نشاهد ذلك في بني الإنسان جميعًا ويجده كل منا في نفسه، فما أن تعرض قضية ترتبط بمصلحة البشر حتى تختلف الأفكار فيها بسبب اختلاف المصالح.

جيم: أن تكون له إرادة قوية تُعطيه الاستقامة التامة في سبيل تطبيق الحق الذي يحمله إلى الناس، ذلك لأنهم لا يفقهون أن في مصلحتهم تطبيق الحق فيثورون ضد الحق وضد كل من يدعو إليه، فلابد أن يكون للمبشر بالنظام الحق من الاستقامة ما يقابل هذه المقاومة ويزيد. ومن الواضح أن هذه الاستقامة لا توجد إلَّا عند من يُؤيَّد من لدن الله؛ ذلك لأن الفرد مهما كان نافذ العزيمة قوي الإيمان فإنه ينهار عند اختلاف النكبات عليه.

لهذه الأسباب الثلاثة لم تتمكن البشرية من وضع نظام صالح كامل عبر آلاف السنين، أي منذ أن سن حمورابي نظمه وحتى القوانين الغربية و الشرقية الأخيرة، رغم كل المحاولات المبذولة في هذا السبيل.

وبما أن البشر عاجز عن وضع هذا النظام وهذا النظام، ضرورة لسعادة الإنسان وقد خلق الله البشر ليسعدوا، كان على الله سبحانه أن يضع لهم نظام الحياة ويبعث ذلك على يد من يتحمل مسؤولية ذلك. ومن الواضح أن الله سبحانه لا يتأثر بالمصلحة ولا بالجهل ولا يبعث من يعجز عن تحمل مسؤولية الرسالة، بل لا يكون المبعوث إلَّا معصومًا [1].

قال الله سبحانه: إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ [2].

وفي حوارٍ جرى بين هشام بن الحكم تلميذ الإمام الصادق (ع) ورجل شامي (ماديّ)، قال له هشام:


[1] قال الله سبحانه: إِلّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا. سورة الجن، آية: 27.

[2] سورة النساء، آية: 105.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست