responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 205

قِيلَ:

لِأَنَّهُ لمَّا لَمْ يَكُنْ فِي خَلْقِهِمْ وَقُوَاهُمْ مَا يُكْمِلُوا [يُكْمِلُونَ] لِمَصَالِحِهِمْ، وَكَانَ الصَّانِعُ مُتَعَالِيًا عَنْ أَنْ يُرَى، وَكَانَ ضَعْفُهُمْ وَعَجْزُهُمْ عَنْ إِدْرَاكِهِ ظَاهِرًا؛ لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ رَسُولٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ مَعْصُومٍ يُؤَدِّي إِلَيْهِمْ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ وَأَدَبَهُ، وَيَقِفُهُمْ عَلَى مَا يَكُونُ بِهِ إِحْرَازُ مَنَافِعِهِمْ وَدَفْعُ مَضَارِّهِمْ؛ إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي خَلْقِهِمْ مَا يَعْرِفُونَ بِهِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ [مِنْ] مَنَافِعِهِمْ وَمَضَارِّهِمْ، فَلَوْ لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِمْ مَعْرِفَتُهُ وَطَاعَتُهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِي مَجِيءِ الرَّسُولِ مَنْفَعَةٌ وَلَا سَدُّ حَاجَةٍ، وَلَكَانَ إِتْيَانُهُ عَبَثًا لِغَيْرِ مَنْفَعَةٍ وَلَا صَلَاحٍ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ صِفَةِ الحَكِيمِ

الَّذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ..» [1].

5- القضاء على خلافات البشر:

الاختلاف ظاهرة طبيعية للبشر في كل الشؤون وفي كل العصور وبين كل الناس، ورغم ما كتب الفلاسفة- قديمًا وحديثًا- من كتب في المنطق لإزالة الاختلاف الذي يُقلق الإنسان [2] فإنه لا يزال هذا الاختلاف قائمً- ا، وقد سبَّب كثيرًا من المشاكل بل وكثيرًا من الويلات، فالحروب التي تشتعل بين فترة وأخرى وتُفني الحرث والنسل ليست إلَّا بعض نتائج هذا الاختلاف، فكان لزامًا أن يقضي الله سبحانه على هذا الاختلاف ويريح البشر من هذا العامل الخبيث من عوامل الشقاء، من أجل ذلك كان عليه أن يبعث أنبياء لكي يقضوا على الخلافات البشرية بما يوحى إليهم من حكم وعلم من قبل الله الذي لا يرقى إلى حكمه الريب ولا يحتمل منه الجهل أو الخطأ.

قال سبحانه: وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فيهِ وَ هُدًى وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [3].

6- ضرورة النظام للإنسان:

الإنسان يأنس إلى الإنسان بصورة طبيعية ويجتمع إليه ويتعاون معه، ولكل تعاون نظام؛ فلولاه يغتدي الاجتماع ليس فقط تافهًا وغير مفيد، بل ويكون باعثًا على الشقاء أيضًا. فمن يضع هذا النظام العادل الذي يضمن سعادة الجميع؟.

ليس ذلك في استطاعة الإنسان إذ لابد أن تتوفر شروط ثلاثة لمن يضع النظام:


[1] بحار الأنوار: ج 11، ص 40.

[2] فيما أعلم إلى الآن أكثر من عشرة نظريات حول المنطق وما به يرفع الناس خلافاتهم الفكرية والعملية.

[3] سورة النحل، آية: 64.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست