الاختلاف ظاهرة طبيعية للبشر في كل الشؤون وفي كل العصور وبين كل الناس، ورغم ما كتب الفلاسفة- قديمًا وحديثًا- من كتب في المنطق لإزالة الاختلاف الذي يُقلق الإنسان [2] فإنه لا يزال هذا الاختلاف قائمً- ا، وقد سبَّب كثيرًا من المشاكل بل وكثيرًا من الويلات، فالحروب التي تشتعل بين فترة وأخرى وتُفني الحرث والنسل ليست إلَّا بعض نتائج هذا الاختلاف، فكان لزامًا أن يقضي الله سبحانه على هذا الاختلاف ويريح البشر من هذا العامل الخبيث من عوامل الشقاء، من أجل ذلك كان عليه أن يبعث أنبياء لكي يقضوا على الخلافات البشرية بما يوحى إليهم من حكم وعلم من قبل الله الذي لا يرقى إلى حكمه الريب ولا يحتمل منه الجهل أو الخطأ.
الإنسان يأنس إلى الإنسان بصورة طبيعية ويجتمع إليه ويتعاون معه، ولكل تعاون نظام؛ فلولاه يغتدي الاجتماع ليس فقط تافهًا وغير مفيد، بل ويكون باعثًا على الشقاء أيضًا. فمن يضع هذا النظام العادل الذي يضمن سعادة الجميع؟.
ليس ذلك في استطاعة الإنسان إذ لابد أن تتوفر شروط ثلاثة لمن يضع النظام: