responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 204

ولا يأمل أحد من العلماء اليوم أن يبلغ العلم يومًا إلى الإحاطة بما في الكون كله. وحسب تعبير بعض الفلاسفة المعاصرين: العلم مركبة في فضاء لا تحدّ!.

ويقول الكسيس كاريل، وهو من أكبر العلماء الذين يتمتع بمختلف جوانب الثقافة الحديثة، وأحرز جائزة نوبل، وهو يستعرض بعض جوانب الجهل بحياة الإنسان: «لقد بذل الجنس البشري مجهودًا جبّارًا لكي يعرف نفسه، ولكن بالرغم من أننا نملك كنزًا من الملاحظة التي كدّسها العلماء والفلاسفة والشعراء وكبار العلماء الروحيين في جميع الأزمان؛ فإننا استطعنا أن نفهم جوانب معينة فقط من أنفسنا.

إننا لا نفهم الإنسان ككل. وواقع الأمر أن جهلنا مطبق، فأغلب الأسئلة التي يلقيها على أنفسهم أولئك الذين يدرسون الجنس البشري تظل بلا جواب؛ لأن هناك مناطق غير محدودة في دنيانا الباطنية ما زالت غير معروفة. ثم يقول: فالعقل يتصف بعجز طبيعي عن فهم الحياة.

إن هذه الشهادة ذات قيمة علمية بالغة إذا لوحظت أنها تأتي متزامنة مع شعور متزايد باكتفاء الإنسان عن الوحي.

ويقول الأستاذ ج. و. ن. سولفيان: إن الكون الذي كشفه العلم الحديث هو أكثر غموضًا وإبهامًا من التاريخ الفكري بأكمله. ولا شك في أن علمنا عن الطبيعة أكثر غزارة من أي عصر مضى، ولكن هذه المعلومات كلها غير مُقنعة، فنحن نواجه اليوم الإبهام والمتناقضات في كل ناحية.

فلابد للبشر- إذًا- من هادٍ عالم حكيم محيط بالكون كله وليس ذلك إلَّا الله سبحانه، وكان على الله أن يرسل من لدنه أنبياء ينقلون إليهم أوامره وإرشاداته وإلَّا لم يفلح الإنسان في الحياة، ولم تتم ما خلق له وهي السعادة، ولزم اللغو في صنع الله المتعالي عن اللغو.

قال الله سبحانه: هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي اْلأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ [1].

في الحديث عن الإمام الرضا (ع):

«فَإِنْ قَالَ: فَلِمَ وَجَبَ عَلَيْهِمْ مَعْرِفَةُ الرُّسُلِ وَالْإِقْرَارُ بِهِمْ وَالْإِذْعَانُ لَهُمْ بِالطَّاعَةِ؟.


[1] سورة الجمعة، آية: 2. في هذه الآية يجعل الله تعالى أحد أسباب البعثة تعليم الحكمة، وهي معرفة المصالح العامة التي ينبغي أن تُتَّبع.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست