responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 203

وَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَتَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ ...»[1].

إذًا فلابد أن نبتغي رضوان الله. ولكن كيف؟.

من الواضح أنه لا يمكن أن نتصل جميعًا بالله سبحانه مباشرة؛ لأنه أجلُّ من أن يُلامس ويُواجه من قبل كل أحد، فوجب أن يجعل بينه وبين الخلق رجالًا يوحي إليهم. جاء في الحديث عن الإمام الصادق (ع):

«إِنَّا لَمَّا أَثْبَتْنَا أَنَّ لَنَا خَالِقًا صَانِعًا مُتَعَالِيًا عَنَّا، وَعَنْ جَمِيعِ مَا خَلَقَ، وَكَانَ ذَلِكَ الصَّانِعُ حَكِيمًا، لَمْ يَجُزْ أَنْ يُشَاهِدَهُ خَلْقُهُ، وَلَا أَنْ يُلَامِسُوهُ، وَلَا أَنْ يُبَاشِرَهُمْ، وَيُبَاشِرُوهُ، وَيُحَاجَّهُمْ، وَيُحَاجُّوهُ، ثَبَتَ أَنَّ لَهُ سُفَرَاءَ فِي خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ، يَدُلُّونَهُمْ عَلَى مَصَالِحِهِمْ، وَمَنَافِعِهِمْ، وَمَا بِهِ بَقَاؤُهُمْ، وَفِي تَرْكِهِ فَنَاؤُهُمْ فَثَبَتَ الْآمِرُونَ وَالنَّاهُونَ عَنِ الحَكِيمِ الْعَلِيمِ فِي خَلْقِهِ، وَثَبَتَ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّ لَهُ مُعَبِّرِينَ، وَهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَصَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، حُكَمَاءَ مُؤَدَّبِينَ بِالْحِكْمَةِ مَبْعُوثِينَ عَنْهُ، مُشَارِكِينَ لِلنَّاسِ فِي أَحْوَالِهِمْ عَلَى مُشَارَكَتِهِمْ لَهُمْ فِي الخَلْقِ، وَالتَّرْكِيبِ مُؤَدِّينَ مِنْ عِنْدِ الحَكِيمِ الْعَلِيمِ بِالْحِكْمَةِ ..»[1].

4- حاجة البشر إلى المنهاج:

لا ريب أن في العالم أشياءً نافعة وأخرى ضارة، وفيه عمل ينبغي القيام به وآخر يجب تركه. ودون أن نعرف الذي ينفع و الذي يضر لا نتمكن من تحقيق السعادة؛ ذلك لأنه قد نعمل ما يُضر فنشقى وقد نترك ما ينفع فنشقى أيضًا- ولاريب في هذا أيضًا-، ومهما أوتي البشر من علم وحكمة لا يكفي لمعرفة كل ما نحتاج إليه من خير وشر وصالح وفاسد.

إن معرفة هذا الأمر تحتاج إلى معرفة ما في الكون وما في النفس من نظم متماسكة، والآن حيث بلغ العلم ما بلغ لا يزال يُصرِّح بعض من هو أعرف الناس بالثقافة بعجز الإنسان عن الإحاطة بعشر معشار ما في النفس وما في الآفاق من أسرار مدهشة.

يقول نيوتن- وهو من أكبر المكتشفين-: إن نسبة معرفتنا إلى الواقع ليست إلَّا كنسبة القطرة إلى البحر.

ويقول ابن سينا- وهو من أكبر الفلاسفة الأقدمين- بعد أن سئل ماذا عرفت؟: عرفت أني لم أعرف شيئًا، ...


[1] بحار الأنوار: ج 9، ص 265.

[2] بحار الأنوار: ج 10، ص 164.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست