قبل البدء؛ لابد من التذكير هنا بأن أتباع الفلسفة البشرية قالوا في الاغلب بالجبر، بينما البسطاء من الناس اتّجهوا نحو التفويض. إلّا أن الانسان الواعي والحكيم المتّبع لهدى ربه، يقول بأن الأمر بين أمرين؛ فلا جبر ولا تفويض، وجاء في الحديث أن رجلًا سأل الامام الصادق عليه السلام: (هل) أجبر الله العباد على المعاصي؟ قال (الامام): لا، فقال: فوّض اليهم أمرهم؟ قال: لا، قال: فماذا؟ قال: لطف من ربك بين ذلك. ( [1])
وروى المفضّل بن عمرو عن الامام الصادق عليه السلام أيضاً أنه قال:" لاجبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين". ( [2])
فيا ترى ماهو معنى هذه المقولة؟ وماهي أبعادها؟
إن الأمر بين أمرين لا يعني عدم اتخاذ موقف تجاه الجبر أو التفويض، بل العكس
[1] () بحار الأنوار/ ج 5/ ص 83/ عنه: ميزان الحكمة/ ج 2/ ص 7.
[2] () المصدر/ ج 5/ ص 17/ عنه: ميزان الحكمة/ ج 2/ ص 7.