قاعدة منحرفة، ولكن ليس من الحتم أبداً أن تكون هذه العوامل هي التي تقرر بالنيابة عن عقل وضمير وإرادة الانسان مسيرته في هذه الحياة.
وبطبيعة الحال فإن من يقاوم عوامل الضغط ينال من الثواب مالا يناله غيره ممن سنحت لهم الفرصة، وتوفرت لهم الاجواء والظروف الطيبة لأن يكونوا صالحين. فالقاعدة الدينية في هذا المضمار تشير وتؤكد على أن" الأجر على قدر المشقّة" وهذه قاعدة وسنّة مطابقة للعقل الانساني تماماً.
وبكلمة: فإن طبيعة الثواب والعقاب لا تعير لقاعدة الاستصحاب أية أهمية تذكر؛ بمعنى أن من كان مؤمناً في يوم من الأيام ليس بالضرورة أن يختم له بالسعادة وهو غارق في الخطايا، وأن من كان فاسقاً في يوم من الايام لايعني أن يكتب عليه الشقاء أبداً وهو قد تاب وأناب الى الله سبحانه، بل القاعدة الذهبية في هذا الاطار هي أن الثواب والعقاب رهينان بما يحرزهُ المرء عند الامتحان الإلهي اليومي المستمر حتى يغادر هذا المرء دنياه.