responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 242

هو الصحيح تماماً، حيث يجب أن يضفي الانسان المؤمن الصبغة الحقيقية والصادقة على هذين التعبيرين، ويتخذ من ذلك قاعدة أساسية ينطلق منها في أعماله وأقواله وسلوكياته على صعيد الاجمال.

إن هذه المقولة تعني الاعتكاف على أخذ الجانب الايجابي لهاتين الكلمتين. فالجانب الايجابي من كلام المجبّرة هو إيمان الانسان بوجود قانون كوني مهيمن على العالم ويقوده، والجانب الايجابي من فكرة المفوّضة هو اعتقاد الانسان بحريته وقدرته على الاختيار. ومن يقول بالحل الوسط لابد له أن يستوعب جانبي الايجاب من هاتين النظريتين بصورة عميقة وواعية؛ أي انه من جهة يعتقد بوجود قدرة مطلقة مهيمنة على مصير الكون وعلى حركات وسكنات الكون اعتقاداً راسخاً يصل الى مستوى اليقين. وفي ذات الوقت يعتقد بعمق ويقين أيضا بحريته وقدرته على الاختيار، لأنه من دون الوعي المكثّف بهيمنة الرب على مقدّرات الوجود، ومصير الكون، وأن هذا الرب هو جاعل الظلمات والنور وهو الذي يغشي الليل النهار، وأنه هو الذي يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، وأنه هو الذي يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحي، وأنه هو الذي يقول عن نفسه لرسوله صلى الله عليه وآله: وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى (الانفال/ 17) وأنه هو الذي يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد، وأنه يهدي ويضل ويرزق ويطعم ويشفي ويبكي ويضحك، وأنه هو الذي بيده كل شيء وعن أمره يصدر كل شيء.

من دون الايمان بهذه القواعد فإن الانسان- لامحالة- يكون عرضةً دائمة لوساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، حتى يخرجانه عن إطار إطاعة رب

نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست