أولًا: إن الحركة الرسالية ربانية الصبغة كما قال ربنا
سبحانه صِبْغَةَ اللّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً [البقرة:
138]، ولذلك فهي لا تخضع لأطر عنصرية أو إقليمية أو حزبية، إنما تتسامى
إلى حيث المؤمنون كالجسد الواحد، يشد بعضهم بعضا.
وهذه الصبغة تتجلى في تسبيح الله تعالى في فاتحة السورة؛ فكل ما في
السماوات والأرض يسبح لله وحده، فهو وحده القدوس، أما غيره فيستمد قداسته وشرعيته
منه وبقدر قربه منه ومن قيم الوحي (الآية: 1).
ثانياً: انعدام المسافة بين النظرية والتطبيق، بين القول
والفعل، لأن هذه هي مسافة المقت والفشل، وثغرة يتسرب منهاالنفاق إلى ضمير الحركة،
كما يتسلل منها العدو إلى كيانها (الآيات: 2- 3).
ثالثاً: الوحدة في الظاهر والباطن، كما البنيان المرصوص،
لا ترى فيه فطوراً يذهب