لماذا خلق ربنا الغني العزيز هذه الكائنات؟ أليس لأنه سبحانه الرحمن؟
آيات رحمته الواسعة تجلت في كل شيء؛ في هذاالكتاب الذي يهدينا إلى نوره ولولاه
لما عرفناه، وفي هذا الإنسان الذي أحسن خلقه وأكرمه وعلمه البيان ليفضله على كثير
ممن خلق، وفي الشمس المضيئة، والقمر المنير، وفي النجم المسخر برحمته، وفي الشجر
الساجد لعظمته، وفي السماءالتي رفع سمكها وجعلها سقفاً محفوظاً، وفي النظام
المحسوب الذي قَدَّره، وفي الميزان الذي وضعه للناس حتى يحكمواالعدل بينهم ولا
يطغون. (الآيات: 1- 9).
بلى؛ سبحات وجهه الكريم تتجلى في آياته، أفلا تتجلى في قلوب عباده
ليعرفوه وليسكنوا إلى رحمته فلا يبتغوا عنه بدلًا؟ ما أعظم خيبة من عاش على شاطىء
رحمة الله ظامئاً، لأنه لم يهتد إليها؟
هكذا تتواصل آيات سورة الرحمن مذكرة بهذا الاسم المبارك الذي لو
انعكس نوره في أفئدتنا غمرها بالسكينة و الأمل، بالتطلع والتوكل، بالعطاء
والكرامة.