responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاصد السور نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 226

كانت سقفاً محفوظاً، إلى الجبال التي كانت ركناً شديداً.

ثم يرسم السياق لوحة بارعة الجمال تتجلى فيها صورة أهل الجنة، وهم يتنعمون في جنات واسعة، بعيدين عن عذاب الجحيم، يأكلون ويشربون بما عملوا من الصالحات في حياتهم الدنيا، وقد استراحوا على سرر مصفوفة، وزوَّجهم الله بحور عين، وحولهم الصالحون من ذريتهم، ووفَّر الله لهم النعم من الفاكهة واللحم والكأس الكريم، ويتذاكرون نعم الله عليهم، أولم يكونوا مشفقين في أهلهم، وجلين من عذاب جهنم، فقد وقاهم ربهم- بمنه- عذاب السموم (الآيات: 17- 27).

وبعد أن نشاهد هذه اللوحة التي تثير اشتياق النفوس الكريمة، يتناول السياق ما يبدو أنه الموضوع الرئيسي للسورة، وهو معالجة حالة الجدل في الحقائق الواضحة، وذلك بتسفيه الأعذار التي يتشبث بها الإنسان للتهرب من قبول الحق، وهي مظاهر مرض الجدل الخطير. لقد قالوا: إن الرسول كاهن أو مجنون، وقالوا: بل هو شاعر فإذا مات انتهت دعوته، وقالوا: إنه افتراه.

كل تلك الدعايات تتلاشى حينما يضعها الإنسان في إطار الحقائق الكبرى، ويتصور نعم الله التي يسبغها عليه (من الطور وكتاب مسطور والسقف المرفوع و .. و ..) وعندما يتحسس يوم القيامة عندما تمور السماء موراً، وتسير الجبال سيراً، كذلك تتلاشى أفكار مشابهة مثل التفكير في عدم الحاجة إلى البارئ (الآيات: 27- 34).

ويتساءل السياق: إذن هل هم خلقوا أنفسهم؟ أم أنهم خُلِقوا من غير شي‌ء؟ ومن الذي خلق السماوات والآرض؟ كلا؛ بل لا يوقنون، وهذه هي مشكلتهم الأولى، ومن يريد الفرار من الحقيقة الواضحة لا يجد أمامه سوى هذه الخرافات (الآيات: 35- 36).

ويمضي الذكر الحكيم في بيان ضلالاتهم وتفنيدها، فمن يا ترى يسيطر على خزائن السماوات والأرض؟ ثم يقولون: إن لله البنات، فهل لهم البنون، ولله ما يعتبرونه الأدنى أي البنات، ما لهم كيف يحكمون؟ (الآيات: 37- 39).

أم تراهم يخشون من دفع غرامة إن هم آمنوا، أو يُطالبوا بأجر، أم أنهم يعلمون الغيب بوضوح فيعتمدون عليه في تخرصاتهم؟.

آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)، مقاصد السور - بيروت، چاپ: دوم، 1434.

مقاصد السور ؛ ص227

 

نام کتاب : مقاصد السور نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست