قَسَماً بالطور، والكتاب المسطور. قَسَماً بالبيت المعمور، وبالسقف
المرفوع. قَسَما بالبحر المسجور، إن عذاب الله حق، وإنه واقع بالتأكيد (الآيات: 1-
8).
بهذه الكلمات الصاعقة تفتتح السورة التي جاءت لشفاء الإنسان من مرض
الجدل، وما أكثره جدلًا .. متى يصدِّق بهذه الحقائق؟ أفي يوم تمور السماء موراً،
وتسير الجبال سيراً، وهل ينفعه التصديق يومئذ حيث يصب الويل للمكذبين؟ (الآيات: 9-
11).
إنهم لم يكونوا يأبهون بالنُّذُر، بل كانوا سادرين في لعبهم، فهل لهم
أن يستمروا كذلك يوم يُدَعُّون إلى نار جهنم دعّاً، وهل لهم أن يكذبوا بنارها التي
تتقد أمامهم، أم يقولون يومئذ: إنها خيال وسحر زائف؟!.
ليس المهم ما يقولون، ولا أنهم يصبرون يومئذ على النار أم لا يصبرون،
لأنهم مواقعو النار، يصلون لهيبها بما كانوايعملون (الآيات: 12- 16).
هكذا تتواصل الآيات تستزيح من نفس الإنسان حالات الجدل واللعب
والتهرب من الحقائق بالأعذار التافهة، ولكيلا يستريح الإنسان إلى الرخاء الظاهر
والأمن المؤقت الذي يعيشه اليوم، لابد أن يتحسس ذلك اليوم الذي يهتز فيه كل شيء؛
من السماء التي