اتُخذ اسم هذه السورة من فاتحتها التي شرعت بحمد الله على ما فطر
السماوات والأرض.
تذكرنا سورة فاطر بمحامد ربنا الكريم الذي فطر السماوات والأرض، وجعل
الملائكة رسلًا، وأتقن الصنع، وأحسن التدبير، وهو العزيز الحكيم.
ولأن معرفة الرب ينبوع كل خير، وأصل كل فضيلة وخلق كريم، فإن القرآن
يشفي صدور المؤمنين من أوساخ الغفلة، ببيان أسماء الله وكريم فعاله وواسع رحمته.
فله الملك والتدبير، فما فتحه من رحمة لا ممسك لها، وما أمسكها فلا مرسل لها
(الآيات: 1- 2).
وضلالة البشر عن هذه الحقيقة تدعوه إلى الشرك بالله العظيم. ويذكر
القرآن الناس جميعا بأن فاطر السماوات والأرض ومبتدعهما بدءاً هو الذي يرزق
الإنسان منهما، فهو الحقيق بالعبادة وحده لا إله إلا هو فأنى يؤفكون (الآية: 3).
ولكي يعرف البشر ربه؛ فهو بحاجة إلى إزالة حواجز مثل حب الدنيا
والغرور بها، واتباع المضلين المغرورين بها، واتباع الشيطان أو عدم الحذر الكافي
منه. ويذكرنا القرآن بأن وعد الله (بالجزاء) حق، فعلينا إذن تجاوزهذه الحواجز،
ويبين جزاء الكفار وحسن جزاء الصالحين (الآيات: 4- 7).