responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 434

الإخاء، فكلهم وحيد وهم جميع، وبجانب الهجر وهم أخلاء، لا يتعارفون لليل صباحا ولا لنهار مساء.
أي الجديدين ظعنوا فيه كان عليهم سرمدا [1] شاهدوا من أخطار دارهم أفظع مما خافوا [2] ورأوا من آياتها أعظم مما قدروا [3] فكلتا الغايتين مدت لهم إلى مباءة فأتت مبالغ الخوف والرجاء [4] فلو كانوا ينطقون بها لعيوا [5] بصفة ما شاهدوا وما عاينوا.
ولئن عميت آثارهم، وانقطعت أخبارهم، لقد رجعت فيهم أبصار العبر [6] وسمعت عنهم آذان العقول، وتكلموا من غير جهات النطق فقالوا: كلحت الوجوه النواضر، وخوت الأجسام النواعم [7] ولبسنا أهدام البلى، وتكاءدنا ضيق المضجع [8] وتوارثنا الوحشة، وتهكمت علينا الربوع الصموت [9] فانمحت محاسن أجسادنا،


[1] الجديدان: الليل والنهار. فان ذهبوا في نهار فلا يعرفون له ليلا أو في ليل فلا يعرفون نهارا.
[2] الخطر بالتحريك: الاشراف على الهلاك. وقوله: " أفظع " أي أشد شناعة.
[3] أي تصوروه: بعقولهم.
[4] المباءة: مكان التبوء والاستقرار أي ضرب لها أجل ينتهون فيه إلى مباءة وهي المرجع إلى الجنة أو النار فاتت ذلك المرجع مبالغ الخوف والرجاء عظمة، أو تجاوزت عن أن يبلغها خوف خائف أو رجاء راج لعظمتها.
[5] العى العجز، وعيى عن الكلام: عجز.
[6] أي نظرت إليهم بعد الموت نظرة ثانية. والعبر: جمع عبرة.
[7] كلح أي عبس. والنواضر: الحسنة البواسم. خوت أي تهدمت بنيتها، وتفرقت أعضاؤها.
[8] أهدام جمع هدم وهو الثوب البالي. وتكأد الامر بتشديد الهمزة - أي شق على.
[9] تهكمت أي تهدمت. والربوع: أماكن الإقامة. والصموت: جمع صامت وهي التي لا تنطق، والمراد القبور.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست