responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 433

أولئكم سلف غايتكم، وفراط مناهلكم الذين كانت لهم مقاوم العز، وحلبات الفخر ملوكا وسوقا [1] وسلكوا في بطون البرزخ سبيلا، سلطت الأرض عليهم فيه فأكلت من لحومهم، وشربت من دمائهم، فأصبحوا في فجوات قبورهم جمادا لا ينمون وضمارا لا يوجدون [2] لا يفزعهم ورود الأهوال، ولا يحزنهم تنكر الأحوال، ولا يحفلون بالرواجف، ولا يأذنون للقواصف [3] غيبا لا ينتظرون، وشهودا لا يحضرون وإنما كانوا جميعا فتشتتوا، والافا فافترقوا [4] وما عن طول عهدهم، ولا بعد محلهم عميت أخبارهم، وصمت ديارهم [5] ولكنهم سقوا كأسا بدلتهم بالنطق خرسا [6] وبالسمع صمما، وبالحركات سكونا، فكأنهم في ارتجال الصفة صرعى سبات [7] جيران لا يتأنسون، وأحباء لا يتزاورون، بليت بينهم عرى التعارف، وانقطعت منهم أسباب


[1] " سلف الغاية ": السابق إليها. والغاية: الحد الذي ينتهى إليه الشئ حسيا أو معنويا. والمراد: الموت. وفرط فلان القوم كنصر أي تقدمهم إلى الورد لاصلاح الحوض والدلاء، والفرط - بالتحريك -: المتقدم إلى الماء. والمناهل: مواضع ما تشرب الشاربة من النهر، وقد تقدم. ومقاوم: جمع مقام. والحلبات جمع حلبة بالفتح و هي الدفعة من الخيل في الرهان، أو هي الخيل تجتمع للنصرة من كل أوب. والسوق - بضم ففتح جمع سوقه بالضم: بمعنى الرعية.
[2] الفجوة الفرجة والمراد هنا شق القبر. وقوله " ولا ينمون " من النمو وهو الزيادة من الغذاء. والضمار: خلاف العيان الغائب والذي لا يرجى إيابه.
[3] " لا يحفلون بكسر الفاء: أي لا يبالون. والرواجف جمع راجفة: الزلزلة توجب الاضطراب. والقواصف من قصف الرعد: اشتدت هدهدته. وأذن له: استمع.
[4] آلاف جمع آلف أي مؤتلف مع غيره.
[5] صم يصم بالفتح فيها: خرس عن الكلام. وهذه النسبة إلى الديار مجاز.
[6] المراد من خرس الديار عدم صعود الصوت من سكانها.
[7] ارتجال الصفة: وصف الحال بلا تأمل فالواصف لهم بأول النظر يظنهم صرعوا من السبات - بالضم -: أي النوم.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست