responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 435

وتنكرت معارف صورنا، وطالت في مساكن الوحشة إقامتنا، ولم نجد من كرب فرجا، ولا من ضيق متسعا.
فلو مثلتهم بعقلك أو كشف عنهم محجوب الغطاء لك، وقد ارتسخت أسماعهم بالهوام فاستكت، واختلجت [1] أبصارهم بالتراب فخسفت، وتقطعت الألسنة في أفواههم بعد دلاقتها [2] وهمدت القلوب في صدورهم بعد يقظتها [3] وعاث في كل جارحة منهم جديد بلى سمجها [4] وسهل طرق الآفة إليها مستسلمات، فلا أيد تدفع ولا قلوب تجزع لرأيت أشجان قلوب وأقذاء عيون، لهم من كل فظاعة صفة حال لا تنتقل، وغمرة لا تنجلي [5] فكم أكلت الأرض من عزيز جسد وأنيق لون كان في الدنيا غذي ترف [6] وربيب شرف، يتعلل بالسرور في ساعة حزنه، ويفزع إلى السلوة إن مصيبة نزلت به، ضنا بغضارة عيشه، وشحاحة بلهوه ولعبه [7] فبينا هو يضحك إلى الدنيا وتضحك


[1] ارتسخت من رسخ الغدير رسوخا إذا نش ماؤه أي أخذ في النقصان ونضب يعنى نضب مستودع قوة السماع وذهبت مادته بامتصاص الهوام وهي الديدان هنا. واستكت الاذن بتشديد الكاف أي صمت وانسدت. وقوله " فاختلجت أبكارهم " في النهج "، اكتحلت أبصارهم " والظاهر هو الصواب.
[2] خسفت عين فلان: فقأها. ودلاقة الألسن: حدتها في النطق.
[3] الهمود: الموت وطفو النار والسكون. واليقظة نقيض النوم.
[4] عاث أي أفسد. والبلى التحلل والفناء. وسمج الصورة تسميجا: أي قبحها أي أفسد الفناء في كل عضو منهم فقبحه.
[5] أشجان القلوب: همومها. واقذاء. العيون: ما يسقط فيها فيؤلمها. والفظاعة والغمرة: الشدة.
[6] " من عزيز جسد " من إضافة الصفة. والأنيق: الحسن المعجب. والغذى اسم بمعنى المفعول أي مغذي بالنعيم. والترف التنعم.
[7] الربيب بمعنى المربى من ربه يربه بالضم إذا رباه. وتعلل الامر تشاغل به. و السلوة - بالفتح -: ما يسلى عن الهم أي ينسبه. والضن: البخل. وغضارة العيش: طيبه والشح: البخل.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست