نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 74 صفحه : 301
ولا حركة أحدثها، ولا همامة نفس اضطرب فيها [1]، أحال الأشياء لأوقاتها، و لائم بين مختلفاتها، وغرز غرائزها، وألزمها أشباحها [2] عالما بها قبل ابتداءها محيطا بحدودها وانتهائها، عارفا بقرائنها وأحنائها [3].
ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء، وشق الارجاء، وسكائك الهواء، فأجرى [4] فيها ماء متلاطما تياره [5] متراكما زخاره، حمله على متن الريح العاصفة، و الزعزع القاصفة، فأمرها برده، وسلطها على شده: وقرنها إلى حده، الهواء من تحتها فتيق، والماء من فوقها دفيق.
ثم أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها، وأدام مربها [6] وأعصف مجراها، و أبعد منشأها، فأمرها بتصفيق الماء الزخار، وأثارة موج البحار، فمخضته مخض السقاء [7] وعصفت به عصفها بالفضاء، ترد أوله إلى آخره، وساجيه إلى مائره حتى عب عبابه [8] ورمى بالزبد ركامه. فرفعه في هواء منفتق، وجو منفهق [9]
[1] همامة نفس - بالفتح - اهتمامها بالأمور وقصدها إليه والاضطرب الحركة والحركة في الهمامة الانتقال من رأى إلى رأى. والإحالة بمعنى التحويل والنقل. [2] الأشباح: الأشخاص. [3] الاحناء جمع حنو - بالكسر - أي الجانب وفى كلامه عليه السلام دلالة على جواز اطلاق العارف عليه سبحانه. [4] السكاكة - بالضم - الهواء الملاقى أعناق السماء جمعها سكائك. [5] التيار: الموج. والمتراكم: ما يكون بعضها فوق بعض، والزخار الشديد الزخر أي الامتداد والارتفاع. [6] أي جعل هبوبها عقيما والريح العقيم التي لا تلقح سحابا ولا شجرا وكذلك كانت تلك الرياح. والمرب مصدر ميمي من أرب بالمكان مثل الب به أي لازمه " فادام مربها " أي ملازمتها أو ان ادام من أدمت الدلو ملأتها. والمرب. بكسر أوله المكان والمحل. [7] التصفيق: التحريك. ومخضته: حركته بشدة. [8] الساجي: الساكن. والمائر: الذي يذهب ويجئ أو المتحرك مطلقا. وعب أي ارتفع، والعباب بالضم معظم الماء وكثرته وارتفاعه. والركام: ثبجه وما تراكم منه بعضه على بعض. [9] الانفهاق: الاتساع.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 74 صفحه : 301