responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 67  صفحه : 196

فعل فعلا لطلب الثواب أو خوف العقاب، فإنه لا يستحق بذلك ثوابا.
وأقول: لهاتين النيتين أيضا مراتب شتى بحسب اختلاف أحوال الناس فان من الناس من يطلب الجنة لحصول مشتهياته الجسمانية فيه، ومنهم من يطلبها لكونها دار كرامة الله ومحل قرب الله، وكذا منهم من يهرب من النار لالمها ومنهم من يهرب منها لكونها دار البعد والهجران والحرمان ومحل سخط الله كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في الدعاء الذي علمه كميل بن زياد النخعي: " فلئن صيرتني في العقوبات مع أعدائك، وجمعت بيني وبين أهل بلائك، وفرقت بيني وبين أحبائك وأوليائك، فهبني يا إلهي وسيدي صبرت على عذابك، فكيف أصبر على فراقك؟ وهبني صبرت على حر نارك، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك "؟
إلى آخر ما ذكر في هذا الدعاء المشتمل على جميع منازل المحبين، ودرجات العارفين، فظهر أن هاتين الغايتين وطلبهما لا تنافيان درجات المقربين.
الثالثة نية من يعبد الله تعالى شكرا له، فإنه يتفكر في نعم الله التي لا تحصى عليه فيحكم عقله بأن شكر المنعم واجب، فيعبده لذلك كما هو طريقة المتكلمين وقد قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار [1].
الرابعة نية من يعبده حياء فإنه يحكم عقله بحسن الحسنات وقبح السيئات ويتذكر أن الرب الجليل مطلع عليه في جميع أحواله، فيعبده ويترك معاصيه لذلك، وإليه يشير قول النبي صلى الله عليه وآله الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك [2].


[١] راجع نهج البلاغة ج ٢ ص ١٩٧ تحت الرقم ٢٣٧ من الحكم.
[٢] راجع الدر المنثور ج ١ ص ٩٣ في حديث ابن عباس قال جلس رسول الله صلى الله عليه وآله مجلسا فأتاه جبرئيل فجلس بين يدي رسول الله واضعا كفيه على ركبتي رسول الله فقال: حدثني عن الاسلام - إلى أن قال: قال يا رسول الله حدثني ما الاحسان؟ قال:
الاحسان أن تعمل لله [أن تعبد الله] كأنك تراه الحديث.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 67  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست