responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 67  صفحه : 197

الخامسة نية من يعبده تقربا إليه تعالى تشبيها للقرب المعنوي بالقرب المكاني، وهذا هو الذي ذكره أكثر الفقهاء، ولم أر في كلامهم تحقيق القرب المعنوي، فالمراد إما القرب بحسب الدرجة والكمال، إذ العبد لامكانه في غاية النقص، عار عن جميع الكمالات، والرب سبحانه متصف بجميع الصفات الكمالية فبينهما غاية البعد، فكلما رفع عن نفسه شيئا من النقائص، واتصف بشئ من الكمالات، حصل له قرب ما بذلك الجناب، أو القرب بحسب التذكر والمصاحبة المعنوية، فان من كان دائما في ذكر أحد ومشغولا بخدماته فكأنه معه، وإن كان بينهما غاية البعد بحسب المكان، وفي قوة هذه النية إيقاع الفعل امتثالا لامره تعالى أو موافقة لإرادته أو انقيادا وإجابة لدعوته أو ابتغاء لمرضاته.
فهذه النيات التي ذكرها أكثر الأصحاب وقالوا: لو قصد لله مجردا عن جميع ذلك كان مجزيا، فإنه تعالى غاية كل مقصد، وإن كان يرجع إلى بعض الأمور السالفة.
السادسة نية من عبد الله لكونه أهلا للعبادة، وهذه النية الصديقين، كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ما عبدتك خوفا من نارك، ولا طمعا في جنتك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك، ولا تسمع هذه الدعوى من غيرهم، وإنما يقبل ممن يعلم منه أنه لو لم يكن لله جنة ولا نار، بل لو كان على الفرض المحال يدخل العاصي الجنة والمطيع النار، لاختار العبادة لكونه أهلا لها، كما أنهم في الدنيا اختاروا النار لذلك، فجعلها الله عليهم بردا وسلاما، وعقوبة الأشرار فجعلها الله عندهم لذة وراحة ونعيما.
السابعة نية من عبد الله حبا له ودرجة المحبة أعلى درجات المقربين، والمحب يختار رضا محبوبه، ولا ينظر إلى ثواب ولا يحذر من عقاب، وحبه تعالى إذا استولى على القلب يطهره عن حب ما سواه، ولا يختار في شئ من الأمور إلا رضا مولاه.
كما روى الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الصادق عليه السلام أنه قال: إن الناس

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 67  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست