نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 113
ولعلّ السبب الذي يربط بين الشكر ونعمة الحكمة والهدى، أن الحكمة
تعني المعرفة العميقة للحقائق والتكيّف معها بصورة مطّردة.
إن هذه الحكمة وليدة عدّة عوامل، منها
أولًا: السكينة
إذ النفس المضطربة تعجز عن الاستقرار على فهم، وكلّما كانت نفس المرء
أكثر طمأنينة وسكينة، كانت أقرب إلى فهم الحقيقة والإيمان بها؛ ولذلك، نقرأ في قول
رسول الله صلى الله عليه واله
فهي تتصل بالصمت الناتج عن الاستقرار الروحي والنفسي، وتتصل بالتفكير
العميق. وليس التفكير المنهجي إلَّا وليدًا لتمتّع الفرد بنفس هادئة.
وواضح أن اطمئنان النفس وعدم توترها واضطرابها، أنه ميراث الشكر، لأن
الشكور ينظر إلى نعم الله تعالى فيطمئن قلبه بها، ويعترف بها، وتُشغل نفسه بها عن
غيرها مما يفتقدها.
فإذا دعونا الله تبارك وتعالى وسألناه العافية، لا نلبث أن ندعوه بعد
ذلك أن يرزقنا الشكر على هذه العافية المطلوبة. فإذا كنّا نعتقد بأن العافية هي
سلامة الجسد وصحّته، فإن الشكر على العافية، هو سلامة النفس وصحّة الروح.