responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 114

والعلاقة بين الاطمئنان النفسي والقدرة على التفكير المنهجي، علاقة معروفة وواضحة، ولا حاجة لكثير من الشرح.

ثانيًا: معرفة المنعم

الشكر ينتهي بالشاكر إلى معرفة المنعم الحق، لأن التأمل في النعمة وأسبابها يجعلنا نهتدي إلى من أنعم وهو الله عزّ وجلّ. ولذلك، فإنّ الفلاسفة حينما أرادوا شرح معنى العبادة، قالوا: إنّ شكر المنعم واجب عقلًا، والشكر تجسيد لما يطرأ على ضمير الإنسان.

وأهم نوع من أنواع الشكر وأجلاها، أن نعرف خالقنا هو المنعم الأوّل. وقد روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال

(فِيمَا أَوْحَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عليه السلام يَا مُوسَى: اشْكُرْنِي حَقَّ شُكْرِي.

فَقَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ، وَلَيْسَ مِنْ شُكْرٍ أَشْكُرُكَ بِهِ إِلَّا وَأَنْتَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ؟.

قَالَ: يَا مُوسَى؛ الْآنَ شَكَرْتَنِي حِينَ عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّي) [1].

ومعرفة المنعم تؤدّي إلى عدم الاغترار بها، في حين أن الجهل بالمنعم من ناحية، وتواتر النعم من ناحية أخرى، يؤدّيان في كثير من الأحيان إلى الغفلة عن شكر المنعم.

بلى؛ إن تواتر النعم بحاجة ماسّة إلى مضاعفة المعرفة بالله المنعم، ليتم التوازن ويحصل الشكر المطلوب والمناسب من قبل‌


[1] الأصول من الكافي، ج 2، ص 98.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست