responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 93

وهكذا يُنْهي القرآن سورة هود ببيان ضرورة التوكل على الله، وقد دارت أكثر آياته حول هذا المحور العام.

بينات من الآيات

سُنَّة الصراع‌

[118] الصراع سنة الحياة التي يجب البحث أبدا عن سبل إنهائه، ولكن لا ينبغي السأم منه، أو الالتفاف حوله خشية مجابهته، فهو كالموت المعلق يمكن تجنبه، كالتخلف والمرض، وكالفقر وككل المشاكل الحضارية للبشرية التي يجب السعي من أجل تخفيف وطأتها أنى استطعنا من دون السأم منها.

(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً) فلو شاء الله لخلق الناس مؤمنين منذ البدء كما خلقهم خلقا سويا، فجعل لهم عينين ولسانا وشفتين، ولكنه اركز فيهم قوتين مختلفتين‌ (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) [البلد: 10]. وكلفهم باقتحام العقبة بأنفسهم‌ (فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) [البلد: 11].

(وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) دون أن يكون الاختلاف مطلوبا من الله، ولكن ضعف العقل الذي لم يقسم بين العباد أقل منه، وقوة الشهوات التي زينت لهم كل ذلك يكرسان الإختلاف فيهم.

[119] ويبقى الناس مختلفين إلا الذين رحمهم الله بهداه فانتفعوا به، واعتصموا بحبله جميعا، فألف بين قلوبهم بدينه ونوره، لو انفقنا ما في الأرض جميعا ما ألفنا بين قلوبهم.

إذن فالوحدة هدف إنساني سام يسعى من أجله البشر، وهو في ذات الوقت غاية الخليقة، فالله لم يخلق الناس ليعذبهم بل ليرحمهم، ويجعل بعضهم أخوة بعض، ولكنه سبحانه حملهم مسؤولية تحقيق هذا الهدف التشريعي السامي بعد أن هيأ لهم كل أسباب تحقيقه، من رسل وقادة وكتب وشرائع.

(إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) أما إذا استمروا في ضلالتهم، وخالفوا الشريعة فإن الله سوف يعذبهم عذابا شديدا لأنهم لم يتحملوا مسؤوليتهم.

(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) إذن الصراع طبيعة أولية، والوحدة غاية تشريعية، والاختلاف واقع فاسد يجب إزالته، وإلا فالنار جزاء آت لا ريب فيه.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست