في نهاية سورة هود يجيب القرآن الحكيم على هذا السؤال: لماذا الصراع؟
ألم يكن ربنا قادرا على توحيد الناس؟ فيقول: بلى، ولكن الدنيا دار عمل وانتظار،
وسيبقى الناس مختلفين- إلا من رحم الله فهداه إلى صراط مستقيم- والتاريخ صورة لهذا
الصراع الممتد، والله يقص علينا من أنباء الرسل ليثبت بها قلب الرسول وقلوب
المؤمنين، وليوضح الحق، وليلقي بالمواعظ، وليذكر المؤمنين، فالله قد أعطى في دار
الإبتلاء فرصة لكل الناس، ليعملوا، والمؤمنون بدورهم يعملون، ولينتظر الجميع.
والله محيط علما وقدرة بغيب السماوات والأرض وبما في مستقبل الأشياء
وبحاضرها أيضا، فعلينا أن نعبد الله، وأن نتوكل عليه فالله ليس بغافل عما يعمله
الناس، فعلمه وقدرته محيطة بما يعملون.