responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 71

بينات من الآيات

لا لنقص المكيال والميزان‌

[84] في طرف الجزيرة العربية كانت مساكن مدين تلك القبيلة التي وسع عليها الله الرزق فبطروا، وأخذ بعضهم يظلم بعضا، ويحاول البعض الإنقاص من البعض، وأن يفسد ما في الأرض.

فجاء شعيب رسولا من قبل الله إليهم وأمرهم بعبادة الله، وتنفيذ تعاليم السماء، ونهاهم عن عبادة ذواتهم، أو عبادة الثروة الزائلة، كما نهاهم عن الإنقاص في المكيال والميزان لأنه نوع من الظلم والعلاقة الفاسدة بين أبناء البشر والتي سوف تؤدي إلى زوال الخير، وحذرهم من يوم يحيط بهم عذابه فلن يجدوا مفرا منه.

(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) ربما كانت مدين كغيرها من الشعوب الجاهلية، تدعي الإيمان بالله ظاهرا، ولكنهم لا يطبقون واقعا رسالة الله، فلذلك أمرهم شعيب بعبادة الله وتحكيم سيادته التشريعية على واقعهم الاجتماعي، دون أن يكتفوا بترداد اسمه سبحانه، بينما يتخذون آلهة أخرى للعبادة، كالكهنة والطغاة والأشراف وأصحاب المال.

(وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ) أي إني أجد حياتكم المادية مرفهة، ولكن هذه الحياة قد تزول في أية لحظة بسبب الظلم الاجتماعي الذي تمارسونه‌ (وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ).

عوامل الانهيار

[85] وأمرهم شعيب بأن يوقفوا رحلة الانهيار التي بدأت في حضارتهم المزدهرة عبر ثلاث ثغرات هامة وجدت فيهم وهي

أولًا: الاستهانة بالمقاييس الاقتصادية التي كانت موضع ثقة الجميع كالمكيال والميزان فإذا بخسوا فيهما فإن النظام الاجتماعي ذاته يصبح مهددا بالزوال. إذ إن النظام يقوم على أساس الثقة والتوافق الاجتماعي عليه، ولا ثقة ولا توافق مع الاحتيال على المقاييس والقيم التي يجب أن تكون ثابتة ومعتمد عليها.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست