في سياق الحديث عن الشعوب الضالة، يذكِّرنا القرآن الكريم بمصير مدين
قوم شعيب الذين ابتلوا بالفساد الاقتصادي، فأخذوا ينقصون المكيال والميزان فنهاهم
شعيب عن ذلك بعد أن أمرهم بعبادة الله واتباع مناهجه في الحياة الاقتصادية، وحذرهم
من أن الرفاه قد يزول بسبب ظلمهم، ويحيط بهم عذاب الله، كما نهاهم عن الفساد
وأمرهم بالقسط، وذكَّرهم بأن عليهم الانتفاع بهدى الله ورسالته وذلك خير لهم. وأكد
بأنه ليس سوى مبلغ للرسالة، وليس وكيلا عنهم. بيد أنهم رفضوا قبول دعوته بالرغم من
قبولهم لشخصه، فبعد أن اعترفوا بأنه صاحب دين والتزام بالشعائر، وأنه حليم رشيد لم
يقبلوا بأن يتدخل في شؤونهم ويأمرهم بترك عبادة ما كان يعبده آباؤهم، أو تحديد
حريتهم في أمور الاقتصاد.