responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 476

(وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) كل القرآن شفاء الأمراض، وبعض القرآن شفاء لذلك المرض الذي جاء من أجل شفائه، ولأن القرآن نزل حسب الظروف تنزيلا فقد كانت آياته شفاء للأمراض التي نزلت لعلاجها، ولعل كلمة (مِنْ) تدل على ذلك.

والسؤال هنا هو: كيف يكون القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين؟.

اختلف المفسرون حول معنى الشفاء وإبعاده، ولكن الشفاء المقصود به هنا هو: شفاء عام لكل جوانب الحياة.

القرآن شفاء القلب والمجتمع والبدن‌

أولًا: بين الإنسان ومعرفة الحقائق حجب متراكمة من ضغوط الشهوة، وعقد النفس، وقيود المجتمع، وتخلص الإنسان من هذه الحجب لا يكون إلا بإثارة دفائن عقله، وهزة ضميره، والقرآن يقوم بهذا الدور، إذ أنه كالصاعق الكهربائي الذي يهز ضمير الإنسان ووجدانه من الصميم، فيتحرك العقل من الداخل ليخترق حجب الجهل والضلال، والغرور هو أعظم حاجز بين الإنسان والحقيقة، لذلك تصب هذه الآيات حمم الإنذار من خلال تصوير مشاهد يوم القيامة، وهلاك السابقين، ليقطع الاسترسال في الغفلة وأحلام اليقظة، وفي هذا السبيل يضع شرائع مفصلة لتنمية المواهب الخيرة في القلب بعد تطهيره من أمراض الاستكبار، والحسد، والحقد، والعجب، والغرور و .. و ..

إذ القرآن يعالج تفكير الإنسان لئلا يقع في الأخطاء المنهجية لفهم الحقائق، وذلك عبر تقديمه للمنهج الصحيح.

ثانياً: والقرآن الحكيم شفاء للأمراض الاجتماعية حيث يعطينا برنامجا في الاقتصاد، والسياسة والتربية، والأسرة لنحل به جميع المشاكل، ولا يدع شاردة أو واردة بلا حكم واضح.

ثالثاً: ويقدم القرآن لنا نصائح توجيهية للحفاظ على الجسد، فهو يؤكد على ضرورة الطهارة والنظافة، وضرورة العمل، ورفع الكسل والتواني، وينظم للإنسان حياته الاجتماعية، والاقتصادية، وغيرها ليجنبه الأمراض الروحية والجسدية.

ونحن عند أصابتنا بأي مرض في أي مجال نحتاج إلى التسلح بالإرادة والحيوية، وحينما تخلص نيتك لله، فإنه سيمن عليك بشفائه من حيث تعرف أو لا تعرف.

وهكذا جاء في الحديث المأثور عن الإمام الصادق عليه السلام

(إِنَّمَا الشِّفَاءُ فِي عِلْمِ الْقُرْآنِ)

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست