responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 477

لقوله (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ)

لِأَهْلِهِ لَا شَكَّ فِيهِ وَ لَا مِرْيَةَ وَ أَهْلُهُ الْأَئِمَّةُ الْهُدَى الَّذِينَ قَالَ اللهُ

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) [فاطر: 32]) [1].

وجاء في حديث آخر، مأثور عن الإمام الباقر عليه السلام

(مَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ شِكَايَةً قَطُّ، فَقَالَ: بِإِخْلَاصِ نِيَّةٍ وَمَسَحَ مَوْضِعَ العِلَّةِ، وَيَقُولُ

(وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً)

إِلَّا عُوفِيَ مِنْ تِلْكَ العِلَّةِ، أَيَّةِ عِلَّةٍ كَانَتْ، وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ فِي الآيَةِ حَيْثُ يَقُولُ

(شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ).) [2].

السعادة وأبعادها

للسعادة جزءان الأول: (رفع النقمة) وهو الشفاء و (جلب النعمة) وهو الرحمة، ويعني الأول رفع الألم والفقر والمرض، ومنع حدوث الفتن والحروب وما شابه.

أما الجزء الثاني للسعادة فهو: السكينة والاطمئنان ببلوغ الإنسان غاياته. وهكذا كان القرآن شفاء ورحمة.

(وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) إن في القرآن منهاجك الذي يصل بك إلى أهدافك، ولكن لا يستفيد من هذا المنهج إلا المؤمنون الذين يطبقون القرآن بوعي واستقامة وإخلاص، أما الظالمون الذين يغيرون معاني آيات القرآن حسب مصالحهم فإن القرآن سيكون لهم شقاء في الدنيا، وخسارة في الآخرة، فهو لا يدع مناسبة إلا ذم فيها هؤلاء الظالمين بائعي الحق، وعبدة الشيطان والهوى، ونتساءل: لماذا خصت الآية الظالمين بالذكر والجواب

أولًا: إن الظلم ظلام القلب، وحجاب وظلمات يوم القيامة.

ثانياً: لأن الظالم يفسق عن حدود الله، ويعبد شهواته فإنه يفسر آيات القرآن حسب أهوائه، وبدل أن تدله آيات الذكر على صراط الجنة تهديه إلى سواء الجحيم، لأنه هو الذي حرفها، وغير معانيها ويكون مثله كمثل الذي يغير علامات الطريق، فتضله عن الجادة، ولو لم يتبع هواه إذا لاهتدى إلى الجادة.

[83] كيف لا ينتفع الظالمون من القرآن إلا خسارا؟.

يبدو أن السياق يجيب عن ذلك في الآيتين التاليتين، حيث أن الآية الأولى تبين طبيعة


[1] بحار الأنوار: ج 24، ص 112، تفسير العياشي: ج 2 ص 263.

[2] بحار الأنوار: ج 92، ص 54.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست