responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 371

يبين أن الشيطان عاجز عن التسلط على المتوكلين بالله.

ونتساءل معا: هل تعني الاستعاذة مجرد التوجه القلبي إلى الله؟ أم أن تطبيق مناهج السماء في الوحدة والصبر، والاستقامة والسعي، والقيادة الرشيدة، كل أولئك بعض معاني الاستعاذة بالله، وبالتالي طرق مقاومة العبودية للشيطان الإنسي والجني؟.

شيطان الفكر

[101] الشيطان الثقافي أخطر على الإنسان من زملائه شياطين الثروة والإرهاب والزينة؟.

ذلك لأن قدرة الإنسان على التمييز بين الحق والباطل ليست عالية، وذلك لسبب بسيط أن القلب البشري يتعرض لعواصف الشهوات، فيخبو ضوء العقل، ولولا تدخل قوة غيبية هي قوة الإيمان والتوكل، فإن رياح الشهوة تكاد تطفئ مشعل العقل.

من هنا كانت الشبهات خطيرة، ومن هنا أيضا لم يتخلص حتى المؤمنون من وساوس الشيطان، فغفر الله لهذه الأمة المرحومة ما يوسوس به الشيطان إذا لم يعتقد به المؤمن.

ومن الشبهات ما أثاره الشياطين حول تبدل الأحكام الشرعية وفق متغيرات الظروف فقالوا: إذا كان الرسول صادقا إذا لم يأت كل يوم بقانون جديد ومخالف للقانون السابق؟ بل قالوا: إذا كانت رسالات السماء صادقة إذا ما اختلفت شرائعها؟!.

ولكن الله أعلم بما ينزل، وهم جاهلون ولا يعلمون أن الحياة تتغير، وكل قانون يناسب وضعا معينا، فإذا نزل فيه كان حكيما، وإذا تخطاه كان سفها.

(وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ) فهو عالم بحكم النسخ والتغيير.

(قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) وإذا ترسخت هذه الشبهة في قلب فليس من السهل إزالتها، لذلك كان علينا الاستعاذة بالله أبدا حين قراءة القرآن، بل حين دراسة أية قضية علمية حتى لا يختلط الحق والباطل في أذهاننا.

[102] إن الذين يكذبون ويبدلون آراءهم كل يوم، بل بين ساعة وأخرى إنما يتبعون أهواءهم، بينما الكتاب نزله الله بسبب روح القدس المعصومة عن الزلل، والمقدسة عن الأهواء، وحكمة هذه الروح التي ترافق الرسول أن تثبت المؤمنين وتعصمهم من غواية الشيطان ومن شبهاته.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست