responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 372

(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ) فالحق المتمثل في سنن الله، في الآفاق والأنفس، هو باطن آيات الله، كل آية مظهر لسنة إلهية راسخة في ضمير الخلق. والسنن ليست واحدة وكذلك الآيات. والاختلاف بين الخلق موجود، ودليل على وحدة خالقهم، كذلك الاختلاف في آيات الله الكاشفة لتلك السنن موجود، وكاشف عن علم الله سبحانه.

(لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا) فالذين آمنوا يعتصمون بروح القدس، ويظلهم روح القدس بقبس من نوره‌ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) فمن أسلم وجهه لله، هداه الله بالقرآن وبشره بحياة طيبة، وإذا تكامل فإنه سوف يصبح مؤمنا، والمؤمن يملك قوة إلهية تحفظه من كيد الشيطان، ومن شبهاته وهذا يسمى بالعدالة، ويقولون خطاً: (أنها مَلكَة في النفس)؟!.

من شبهات الشيطان‌

[103] وشبهة أخرى يطرحها الشيطان‌ (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ) يلحدون: أي يميلون. فقد قالوا: إن رجلا اسمه (أبو فكيهة مولى بني الخضرمي) كان أعجمي اللسان، وكان قد اتبع نبي الله وآمن به، وكان من أهل الكتاب، قالوا أنه يعلم الرسول!.

وبعض التفاسير تقول: إنه غير هذا الرجل، ولكنه على أي فرض كان أعجمي اللسان، والقرآن نزل بلغة عربية واضحة تعرب عن الحقيقة (وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ).

الرد على الشبهة

إن الترجمة طابعها مهما كانت بلاغة المترجم، لأن كل لغة تعبر عن ثقافة خاصة صيغت تلك اللغة على مقاسها، واللغة العربية لم تكن قادرة على التعبير بدقة عن الأفكار الدخيلة، ولم تكن واضحة بذلك الوضوح المتناهي في البلاغة والنفاذ إلى القلب، لولا أن ملقيها قد تعمق في فهم المحتوى، واهتدى إلى الموضوع الذي يعبر عنه، وواضح أن التعبير المفصل لا يكون من دون فهم عميق للفكرة، فكيف يعبر الرسول عن كل تلك الأفكار المفصلة والدقيقة إذا كان مجرد مترجم؟!.

[104] ثم إن القلب الذي لا يؤمن بالله لا يقدر أن يعبر عن الله، وأن ينطق باسم الله بهذا الوضوح والصراحة والقدرة، ذلك (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لا يَهْدِيهِمْ اللَّهُ)

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست