responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 370

التوكل حصن المؤمن‌

[99] الشيطان ينفذ إلى قلب الشخص، ويتجسد في شكل القوى السياسية والاجتماعية المحيطة به، ولكن المؤمن الذي يتوكل على الله يحفظه الله من هذا الشيطان الذي يجري فيه مجرى الدم‌ (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) بينما الذي لا يؤمن بالله يتسلط عليه الشيطان، فيضله عن الحقيقة لضعف إرادته.

[100] الذي يتخذ الشيطان وليا وقائدا مطاعا، فيشرك بالله ويتخذ من الشيطان شريكا مزعوما لله، ويعبد الله حينا ويعبد ويطيع الشيطان حينا آخر، إنه يقع في فريسة الشيطان الذي لا يستطيع أن يتخلص من شره إلا بالاستعاذة بالله.

(إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) يبدو أن هناك فريقين يتسلط عليهما الشيطان، انسيًّا كان شيطانهما أو جنيًّا، ظاهراً كالطغاة والمستكبرين، أو باطنا كالعقائد الفاسدة والعقد النفسية.

الفريق الأول‌: الذين يتخذون الشيطان وليا، ويخلصون الإنتماء إليه كمثل أئمة الكفر، والملأ من حول الفراعنة، والبطانة من حول الطغاة.

الفريق الثاني‌: الذين يطيعون الشيطان خوفا وطمعا وسواء هذا الفريق أو ذاك فانهم جميعا يصبحون عبيد الشيطان، ويفقدون حريتهم واستقلالهم وثرواتهم التي يصادرها الشيطان.

القوى الإستكبارية في الأرض، لم تفوض بالسيطرة على الناس من قبل الله الحكيم سبحانه، إنما نحن الذين خضعنا لأفكارهم، فأخضعتنا لمصالحهم، أو خضعنا للثروة والقوة رهبا ورغبا، فامتلكت دوننا ناصية الثروة والقوة، واستعبدتنا صاغرين.

والآن كيف نتخلص؟.

لابد أولًا من التحرر عن الأفكار الإستكبارية القاضية بالتبعية المطلقة للمال والرجال، ثم العودة إلى الله، والاستعاذة به من شر الشيطان، ذلك لأن الطبيعة ترفض الفراغ، والقلب البشري ينقاد إما لسلطة الله أو لتسلط الطاغوت، فإذا رفضنا ولاية الله استعبدَنَا الشيطان، ولا حياد بين الحق والباطل، كما لا مسافة بين الكفر بالله ورفض حاكميته على الإنسان، وبين الإيمان بالطاغوت والخضوع لتسلطه واستغلاله.

والسياق القرآني يشير إلى هذه المعادلة، إذ يأمرنا ربنا بالإستعاذة بالله والتوكل عليه، ثم‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست