responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 364

بينما البغي هو تجاوز حقوق الناس بصورة علنية، أو عن طريق الغش والخداع و .. و ...

(يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) إنها حقائق فطر قلب البشر عليها وهو بحاجة إلى من يذكره ويعظه بها. ومن هنا فإن الإيمان بهذا الدين العظيم لا يتطلب سوى إعادة الناس إلى وجدانهم واستنارة فطرتهم، فإنهم إلا القليل سيرون أنه دين الحق. إن هذا الدين لا يتطلب الكثير من التفلسف في دعوة الناس، نعم الجدل العميق ينفع في دفع شبهات الضالين.

الوفاء لا النقض‌

[91] المجتمع الذي يمتلك أساسا لعلاقاته، وركيزة يعود إليها عند الضرورة، يستطيع أن يتبادل بسهولة، والمجتمع الإسلامي قائم على أساس الإلتزام بالعهد واليمين، اللذين يؤكدان اسم الله.

(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا) فلأن أبناء المجتمع يتمسكون بقيمة التوحيد، ولأنهم لا يضحون بأيمانهم ابتغاء عرض الحياة الدنيا، فإنهم يعتمدون على بعضهم في أمورهم الاقتصادية، وحتى في شؤونهم السياسية.

إن الثقة المتبادلة هي أعظم رصيد يملكه المجتمع المسلم في معاملته مع بعضه، ذلك لأن شرف التوحيد يأبى لهم أن يغدروا ببعضهم وهم يؤمنون برعاية الله عليهم‌ (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ).

[92] تروي قصص العرب أن امرأة قرشية خرقاء كانت تغزل هي وجواريها عرض النهار، فإذا أمسى نقضت الغزل، وتركته كحالته السابقة أنكاثا، لا فتل فيه ولا إبرام، فنهى القرآن الحكيم أن نكون مثلها، نتعب أنفسنا في أمر الدين حتى إذا أحكمناه عدنا ننقضه بنكث العهد ونقض القسم‌ (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) أي مثل (ريطة بنت كعب) خرقاء مكة التي غزلت بقوة، ثم نقضت من بعد قوة.

(أَنكَاثاً) جاء في (المجمع): (وكل شي‌ء نقض بعد الفتل فهو أنكاث، حبلا كان أو غزلا) [1].

(تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ) أي تستخدمون اليمين وسيلة للغدر، والدخل‌


[1] مجمع البيان: ج 6 ص 494.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست