responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 365

- في الأصل- كلما دخل الشي‌ء، وليس منه، ويكن به عن الخدعة والخيانة.

(أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ) أي بهدف أن تكون أمة أعلى من أمة أخرى وتتسلط على أختها وتحافظ على سيطرتها بالخداع.

وما الحلف والعهد، وما نوازع السلطة والاستعلاء إلا ابتلاء إلهي‌ (إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّهُ بِهِ) ولن يصبح الحق باطلا بتضليل الناس، ولن يصبح السيئ صالحا بتبريره للنفس أو للآخرين، إذ أن هناك يوما يكشف الله فيه الحق لكل الناس‌ (وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).

[93] ولكن لماذا لم يبين الله في الدنيا واقع الخداعين، المتسلطين على رقاب ال. ناس؟ إن لهذا حكمتين

الأولى‌: ليمنح نعمة الهداية للبعض، ويسلب نور العقل من آخرين حسب اختيارهم هم، لا حسب علمه سبحانه.

الثانية: ليجازي صاحب الخير، وفاعل الشر بالعمل الذي مارسوه بكل اختيار وحرية (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).

آثار اليمين الكاذبة

[94] وعاد السياق ينهى عن الخداع في اليمين، ويحذر من آثاره الفكرية والاجتماعية.

ألف: فمن الناحية الفكرية: حنث اليمين ونكث العهد يسبب ضلالة صاحبه، فإذا بتلك القدم الثابتة بسبب الإيمان تزل بالحنث والنكث، وماذا ينفع الثبات في أوضاع عادية، إنما الثبات عندما تهب عواصف المصالح‌ (وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا).

باء: ومن الناحية الاجتماعية: لا يمكن أن يستخدم الفرد يمينه (وبالتالي شرفه وحسن سمعته عند الناس) إلا مرة واحدة، وبعدها يكشفه الناس، بل وتشيع عند الناس فكرة خبيثة هي: أن أهل هذا البلد لا يحترمون اليمين، فلا يحترم بعضهم يمين البعض، وإذا سقطت قيمة اليمين الاجتماعية أغلق باب واسع للثقة وللتعاون، وبالتالي انهار البناء الاجتماعي، ويذوق الجميع فاجعة تهاونهم باليمين وصدهم عن سبيل الثقة بها.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست