responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 354

(وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ) كلا .. الذي أعطاه الله الحرية وزوده بحب الخير فهو لا ينفق رياء، ولا يكتم إنفاقه عن الناس خوفا، بل ينطلق في إنفاقه من إرادته الحرة، يستهدف مرضاة الله، و لا يرجو ولا يخشى أحدا.

(الْحَمْدُ لِلَّهِ) الذي هيأ للإنسان كل فرص الخير، ووفر له الحرية الكاملة، وزوده بالأحاسيس الخيرة (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) والجهل آفة الحرية، ولأن الجهل يتفشى في الأمم الضالة، فانه يسهل استعبادهم من قبل الطغاة.

ظلام الجبت‌

[76] كان لك مثلا ضربه القرآن الحكيم من واقع شخص سلبه الطاغوت حريته، وحوله إلى موجود عاجز، ويضرب الله مثلا آخر من واقع من يسلبه الجبت حريته، فإذا به كالأبكم الذي ولدته أمه وأذنه صماء لا تسمع شيئا، فلم يتعلم اللغة ولم يتفاعل مع الحضارة، وبقيت تجاربه محدودة بحدود ذاته، كالإنسان الذي ينمو في غابة، هل يستوي هو ومن أوتي العدالة والاستقامة؟.

(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْ‌ءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ) أي ثقيل على من يلي أمره ويشرف عليه .. (أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ) كلما يبعثه إلى مكان لا ينفع شيئا.

(هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) فهذا الذي يأمر بالعدل فصيح اللسان قوي الجنان لا يخضع للضغوط ولا يخشى من التهديد (وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) فهو قادر على أن يحقق أهدافه من أقرب الطرق أن هذان مثلان للمشرك والموحد، فبينما المشرك منغلق على ذاته، لا يكاد ينفتح على العالم من حوله، بل يجحد بآيات الله ويعبد ذاته، ولا يسمع ولا يعقل ولا يتفكر، ولذلك فهو ليس فقط لا يقدر على التخطيط السليم لنفسه، بل إذا خطط الآخرون له شيئا لا يقدر على إنجازه، أقول: بينما المشرك هكذا، ترى الموحد ليس فقط عادلا بنفسه، بل ويقود الآخرين نحو العدالة.

وهذان المثلان يمكن تطبيقهما على الجاهل والعالم أيضا، لأن السياق يتحدث عن العلم أيضا.

[77] والعلم والقدرة عند الله، والعلم مفتاح القدرة (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) ولعلمه المحيط بكل شي‌ء (وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) فهو يأمر بها في أقل من رمشة العين فتأتمر (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ) ومن أراد العلم والقدرة، فعليه‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست