responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 355

أن يؤمن بالله، ويتوكل عليه.

[78] هل العلم من ذواتنا نحن البشر؟ إذا لكنا عالمين منذ الميلاد؟.

كلا .. حينما أخرجنا الله لم نكن نعلم شيئا، ثم هيأ الرب لنا وسائل العلم الظاهرة والباطنة، فأعطانا السمع والأبصار، كما أعطانا الأفئدة.

(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ) والسمع هو: الإحساس الذي يتقدم ذكره في القرآن، لأنه الإدارة الأولى لنقل تجارب الأجيال إلى بعضها عبر اللغة، كما أنها تنقل أيضا المفاهيم العامة التي تتجاوز الظواهر الجزئية، ففائدتها أهم والتعبير عنها يأتي بصيغة مفرد (فلا يقال أسماع) لأن المفاهيم العامة أقرب إلى المجردات الكلية، ويلاحظ فيها العموم الذي يتجلى بالأفراد، بينما الجزئيات التي تعرف عن طريق البصر يلاحظ فيها التنوع، فهي اقرب إلى الجمع.

(وَالأَفْئِدَةَ) وهي القلوب التي تجمع الأفكار وتحلل المعلومات، ولولاها لما كانت الحواس مفيدة إلا بقدر فائدتها للحيوان أو أقل.

ولعل الآية تشير إلى أن مصادر العلم الحسية كما السمع والبصر لا بد أن تتكامل؛ فقد يرى الإنسان ما لا يصدقه سمعُه، وقد يسمع ما لا يصدقه بصره، وبعد التكامل بين معطيات الحواس تُصب المحسوسات في بوتقة القلب، حيث يتم تحليلها بما أودع الله فيه من عقل وعلم. والله العالم.

لعلكم تشكرون‌

(لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الهدف الأسمى لنعم الله على البشر ليس التكامل الجسدي والمادي، بل المعنوي والروحي، والتعرف على النعم وعلى أهميتها، وعلى الفوائد الكبيرة لها، والإنتفاع بها فيما أمر الله، وفيما خصصت النعم لها، والتعرف من خلالها بالتالي إلى ينبوع الخير ومعدن الرحمة، إلى الرفيق الأعلى .. كل ذلكم أسمى من الاستفادة الجزئية لهذه النعم حسب الحاجات العاجلة، وكل ذلك يجمعه معنى الشكر.

والآية هذه لا تعني أن العقل وبالتالي العلم ينشأ بتكامل طبيعي عند البشر، بل بالعكس تماما، إذ أكدت الآية على أن ربنا جعل لنا الأفئدة التي هي مركز العقل، فمن دون هذه النعمة كيف كان يتسنى لنا العلم؟.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست