responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 253

[36] ولأن أقوى أسلحة الجبت، وعبادة الأصنام هو الإحساس القوي عند الفرد بضرورة التوافق الاجتماعي، فإن إبراهيم عليه السلام أكد أن الأصنام قد أضللن كثيراً من الناس، لكي يعرف الإنسان أن اتباع الناس يعني الضلالة في الأغلب فيتحصن ضد غرور الكثرة.

(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ) إن الأصنام تتجسد في قوى اجتماعية ثقافية، أو اجتماعية وسياسية، وربما لذلك نسب الضلالة إليهن، وجاءت بصيغة الجمع فلم يقل أضلت بينما كان ذلك الأنسب إلى غير ذوي العقول، لو كانت الأصنام هذه الأحجار والأخشاب المعبودة.

ومن جهة ثانية: لأن قريشا خدعوا ضمائرهم حين استسلموا لضغوط الأصنام، وبرروا موقفهم المتخاذل من التوحيد بأنهم أولاد إبراهيم عليه السلام فلا ضير عليهم، كما فعلت بنوا إسرائيل مثل ذلك، لذلك أكد إبراهيم عليه السلام براءته منهم.

(فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ربما لم يقل إبراهيم عليه السلام ومن عصاني فإن عذابك شديد لكي يتجنب الذاتية في تعبيره فلا يضمن تعبيره أنه هو سبب العذاب.

دعوة إبراهيم لأبنائه‌

[37] إبراهيم عليه السلام رجل الرسالة، الذي قضى عمره يجاهد من أجل التوحيد، فلم يستجب له إلا قليل، فرزقه الله أولياء يرثون دعوته، بعد أن بلغ من الكبر عتيا، وها هو يؤمر أن يسكن بعض ذريته في صحراء قاحلة فيستجيب لربه شاكرا، وهدفه من الذرية لم يكن سوى أن يحملوا مشعل التوحيد من بعده، ولذلك يطلب من ربه بالنسبة إلى ذريته أمرين

أولًا: إن تهوي إليهم أفئدة من الناس، وبسبب حب الناس لهم يستمعون إلى تعاليم ربهم.

ثانياً: إن يكفيهم الله أمور الدنيا، فيرزقهم من الثمرات حتى لا ينشغلوا بطلب الدنيا عن تبليغ الرسالة.

(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) وترك بأمر الله هاجر وابنها الرضيع إسماعيل في أرض مكة، وكانت قفرا ذلك اليوم بسبب جدبها.

(رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) وهذا يدل على أن‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست