responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 252

من الناس حتى فقدت الكثرة العددية شرعيتها، وبقي المقياس هو الحق، واتباع الرسل، فمن تبع إبراهيم عليه السلام فهو منه، أما من عصاه فإن رحمة الله فقط وليس انتماؤه النسبي إلى إبراهيم سوف ينقذه بإذن الله.

وبعد أن استعرض إبراهيم عليه السلام طاعته لله، حين اسكن بعض ذريته في صحراء الحجاز حيث لا زرع ولا ضرع، دعا ربه بأن يوفقهم لأداء الصلاة على وجهها، وأن يجعلهم قبلة القلوب، وأن يرزقهم من الثمرات، كل ذلك بهدف أن يشكروا ربهم، فيستخدموا النعم لراحة الجسد، وأمواج الروح، وأن يجعلوا لله الشاهد عليهم لأنه يعلم ما يخفون وما يظهرون، ولا يخفى عليه شي‌ء لا في الأرض ولا في السماء.

وقد استجاب له ذلك، أو ليس هو الذي رزقه على الكبر إسماعيل وإسحاق، فإنه إذن سميع الدعاء، ولكي يكون شاكرا فعليه أن يقيم الصلاة، وأن يدعو لأولاده بذلك، وأن يستغفر الله لنفسه ولوالديه وللمؤمنين، حتى تكون آصرته الإيمانية وليس الأسرية أقوى شي‌ء، وأن يخشى الحساب.

هذا إبراهيم قدوة الشاكرين، أفلا نكون مثله؟.

بينات من الآيات

الاستقلال الفكري‌

[35] طيلة حوالي أربع وستين قرنا من الزمان- حسب بعض التقادير- كانت مكة بلدا آمنا بدعاء ذلك الشيخ الذي تجرد عن ذاته، وعن علاقاته النسبية، وترك فلذة كبده إسماعيل وأمه في تلك الأرض القاحلة بهدف إقامة بيت الله، يظلله السلام أمام هجمات الشياطين المادية والثقافية.

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) إن أسوأ أنواع العبودية لا ريب هي السيطرة العسكرية وهي ما دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يأمن أهل مكة منها، وقد استجاب له ربه دعاءه، وأبرز مظاهره ذلك هلاك أصحاب الفيل، حيث حمى ربنا البلد الحرام من الاحتلال العسكري، وهو ما يسميه بالطاغوت.

ولكن أصنام العبودية الثقافية، أو التبعية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أخفى خطرا، ولم يستجب فيها ربنا دعاء إبراهيم عليه السلام، إذ يتنافى وما قدر الله من حرية البشر في الدنيا.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست