responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 233

الذي غيرها بأحسن منها وهو الله، ونتسائل أبدا كيف كنا، ولماذا أنجانا الله؟!.

وهكذا أمر موسى قومه بتذكر أيام استضعاف فرعون لهم، وكيف أنجاهم الله من عذابه‌ (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) يسومونكم: أي يذيقونكم، (وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) أي أعظم امتحان لكم، وأصل البلاء هو إظهار الخفي، وفي الظروف الصعبة يستخرج البشر كنوز طاقاته، ويفجر مواهبه الفكرية والجسدية.

لئن شكرتم ولئن كفرتم‌

[7] وتذكر النعمة ومن أنعم بها، أحد ابرز انواع الشكر، ومن عرف أن واهب النعمة هو الله، فسعى في مرضاته لكي لا يسلبها عنه زاده، وهكذا أعلن ربنا إن الشكر يزيد النعمة.

(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) الزمان سيجري لمصلحة الشاكرين، لأنهم يحتفظون بالعوامل التي أدت بهم إلى النعمة من التوكل على الله، والسعي السليم والوحدة، وإدخار الثروة، والاقتصاد في الاستهلاك، والعدالة في التوزيع.

وإن هذا لهو الشكرالعملي الواجب بعد الإنتصار كما جاء في آية كريمة (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ) (سبأ: 13). وبالطبع سيكون تناسي النعمة، وترك الخصائص الفكرية والسلوكية التي رافقتها أو استوهبتها، هو الكفر بالنعمة الذي يسبب في زوالها (وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).

[8] وقد يمّن العاملون على ربهم إنهم يسعون في مرضاته، وقد يزعمون أنهم لو تركوا ربهم لضاروه سبحانه‌ (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً) كفراً نظريًّا أو عمليًّا بترك الشكر، أو العودة الى جاهليتكم السوداء، فلن تضروا الله شيئا.

(فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) وغنى ربنا ليس بسرقة، أو بابتزاز حق، أو لأجل الفساد- سبحانه- كما هو غنى بعض الأغنياء، بل غناه حميد لأنه منه ومن أجل خير العالمين، وهكذا ينبغي أن يكون الأغنياء.

وهكذا سعى موسى من أجل إخراج قومه من الظلمات إلى النور قبل الانتصار على فرعون وبعده، أما قبله فعن طريق قيادة نضال قومه، وأما بعده فبرفع معنوياتهم، وتزكية نفوسهم لكي لا يفسدوا أو يبطروا بالنصر فيعود إليهم الظلام، أو يبتلوا بظلام جديد.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست