responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 234

لقد كان في قصصهم عبرة

[9] وهكذا سعى الأنبياء السابقون على موسى .. كم كان عددهم .. لا يعلمهم إلا الله، ولكن قصصهم واحدة، وقد جرت ضمن الفصول التالية

ألف‌: جاؤوا بالبينات الواضحة (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ) لقد وفر الله للبشر نور العقل وهو يكفيه حجة بأدنى تذكرة. بيد أن ربنا أتم حجته عليهم بالحجج الواضحة التي لا ينكرها إلا المعاندون.

باء: أما الناس فقد ردوا أيديهم ووضعوها في أفواههم إشارة إلى ضرورة السكوت، كما يفعل من لا يريد الكلام فيجعل يده على فمه ليقول للآخر: افعل هكذا واسكت، وهؤلاء لم يكتفوا بطلب السكوت من الأنبياء بل أشاروا إلى ذلك بأيديهم أيضا توغلا في العناد، وليبقى عملهم شاهدا على أنهم أساسا لم يستمعوا إلى القول فكيف بقوله (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ).

قال بعضهم: إن الناس ردوا أيدي الرسل إلى أفواه الرسل لإسكاتهم أو ردوا أيديهم هم إلى أفواه الرسل لاسكاتهم.

(وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ) وكفرهم سبق شكهم. لأنهم قرروا الكفر عنادا، ثم ارتابوا بعدئذ، كما جاء في الحديث

(لَا تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلًا ويَقِينَكُمْ شَكّاً إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا وإِذَا تَيَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا) [1].

(وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ).

[10] جيم‌: أما الرسل فقد ربطوا بين رسالتهم وبين الذي أوحى بها وهو الله، وبدأوا من نقطة البداية قائلين: أفي الله شك؟! فمن إذا خالق السماوات والأرض وفاتقهما بعد أن كانتا رتقا؟!.

(قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) وإذا انتفى الشك في الله، فإن كل شك وريب آخر في الرسالة سيكون باطلا، لأنه هو الذي بعث بالرسل، وأظهر على أيديهم المعاجز.


[1] نهج البلاغة: حكمة: 274.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست