responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 229

ثالثاً: الظلمات هي الحالة الأولى التي كان البشر فيها على حالة من العجز والنقص، وغلظة الروح، وانغلاق النفس والجهل، وغلبة الشهوات، وبتعبير آخر: إنها حالة العدمية المحيطة بالخلق من قبل أن يرش عليها ربنا من نوره، خلقا وإنشاء وقوة وعلما.

والرب الحميد الذي نفخ في هذا الإنسان من نور الإيجاد ما أخرجه به من ظلمات العدم إلى نور الخلق. هو الذي بعث بنور الرسالة ليخرجه به من ظلام الجهل إلى نور العقل والعلم، ومن ظلام الجهالة والجاهلية والفوضى إلى نور التزكية والتسليم والنظام.

(بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) فليس الله باعث النور فقط، بل هو الذي يرعاه أيضا لحظة بلحظة، وخطوة بخطوة، فلولا تأييده لرسله لم يقدروا على إنقاذ البشر من الظلام، وإشاعة النور في حياتهم.

والنور الإلهي هو الهداية إلى السبيل المؤدي إلى الله العزيز، الذي قهر بقوته كل شي‌ء، والحميد الذي وسعت رحمته كل شي‌ء، فلم يأخذ أحدا بقوته إلا بعد أن أتم عليه حجته وأسبغ عليه من نعمه ظاهرة وباطنة.

وويل للكافرين من عذاب شديد

[2] السماوات والأرض لله، فمن أعز منه جانبا، ومن هو أحق بالخوف منه وهو الذي لا يرحم الكافرين، بل يهددهم بعذاب شديد، وويل وثبور (اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) هذا صراط العزيز الذي أحاط بملكوته ما في السماوات والأرض، وينتقم بشدة ممن يكفر به، أو يتنكب عن صراطه.

[3] لا يجوز لنا نحن البشر أن نتكئ على رحمة الله وننسى عقابه، ونأمن من انتقامه، لأن تجربتنا في الحياة كشفت لنا عن وجود الآلام والمآسي إلى جانب البركات والرحمات، ولكن بالرغم من ذلك نجد البعض يغترون بالجانب المخملي من الدنيا، لأنهم يفضلون العاجلة على الآخرة.

(الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ) فهم كالطفل لا ينظر أبعد من واقعه الحاضر، ولا يؤمنون إلا باللحظة التي هم فيها. أما المستقبل والعاقبة، فهم يكفرون بهما، شأنهم شأن الأنعام.

وهذه الجاهلية هي التي تدفعهم إلى الكفر بما وراء حاضرهم المشهود من غيب معلوم.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست