responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 230

وتراهم يصدون الآخرين عن سبيل الله، ولا يدعون الناس يؤمنون باليوم الآخر، ربما من أجل إبتزازهم وإستغلالهم، بل أكثر من هذا فهم يحتالون على فكر الناس ويضلونهم بغير علم، من أجل تحكيم سيطرتهم على المستضعفين.

(وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) إن الكافر الذي حليت الدنيا بعينه، لا يردعه عن الشهوات ومصالح الدين، فإذا علم أن مصالحه تتعارض وتعاليم الدين سوف يعارضها، وإن وجد مقاومة من قبل الملتزمين بالدين، فسرها حسبما شاء كما تفعل الصحف اليوم، وقديما الأنظمة الفاسدة التي تمنع إنتشار الوعي الديني إلا أنها كانت تنشر الضلالة باسم الدين.

(وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً) يريدون دينا يدعم مصالحهم، ويؤيد استغلالهم للناس.

(أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) فهم يحسبون الدنيا خالدة، ويزعمون أن اللذات العاجلة كل شي‌ء بالنسبة إليهم! كلا .. إنها سبيلهم إلى عذاب شديد.

إتمام الحجة

[4] كون ربنا عزيزا فإنه حكيم أيضا، لا يعذب الناس إلا بعد أن يتم حجته عليهم. ولكن كيف؟ قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) بكل وضوح وبعبارات مفهومة وأمثلة وقصص، لتذكر من أراد الآخرة، وسعى لها سعيها فان الله يهديه إليها، ومن أعرض عنها واستحب الدنيا، فإن الله يضله‌ (فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فلا يضل أحدا أو يهديه إلا بحكمته البالغة.

[5] والتاريخ يشهد على هذه الحقيقة، فعندما أرسل ربنا موسى بآياته التي تستجلي الفطرة، وتبهر العقل بعصاته ويده البيضاء، وأمر الله بأن يذكرهم بأيام الله حين ينتصر المظلوم على الظالم في الدنيا والآخرة، لعله يخرجهم بهذه التذكرة من ظلمات الإرهاب والعذاب وعبادة الطاغوت إلى نور الحرية والرفاه وعبادة الرحمن.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ) فجاء ذلك اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وقومه سريعا، وأورث بني اسرائيل أرضهم وديارهم، ولكن لم يتم ذلك ولم يكن ليتم إلا بالصبر والشكر، والمزيد من تحمل الصعاب، والمزيد من العمل الذي يفتح العقل ويهدي به الله السبيل‌ (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ).

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست